تناقلت وسائل الإعلام أخبارا تفيد أن البعض يلجأ لحرق النفايات المتراكمة في الشوارع لأسباب مختلفة، واحتجاجا على وقوع أزمة النفايات وتفاقمها. نناشد كل المواطنين، الامتناع عن حرق النفايات، لاعتبار أن حرق هذا الخليط من المكونات، التي تتألف منها النفايات، والذي يحتوي على عدد كبير من المواد الكيميائية، العضوية وغير العضوية، ينتج عند حرقه، كميات كبيرة وعددا كبيرا جدا من الغازات والجسيمات والأبخرة والمركبات عالية السمية، والتي تشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة يتجاوز بأضعاف خطر وجود النفايات في الشوارع دون حرق. من المعروف أن نفاياتنا هي ليست من المنازل فقط، بل من كل المؤسسات التجارية وأحيانا الصناعية أيضا، بالإضافة إلى بعض العيادات الطبية وعيادات طب الأسنان والمختبرات. وبالتالي يمكن أن تحتوي كميات متفاوتة من نفايات مصنفة خطرة، تسبب عند حرقها انبعاثات عالية السمية ومركبات كيميائية ثابتة تسبب السرطان وخلل الغدد الصماء والأمراض المزمنة الخطيرة والمميتة. يعيش بيننا إناس أكثر تحسسا من غيرهم، مثل كبار السن، والأطفال والرضع، والأمهات الحوامل، ومرضى القلب والجهاز التنفسي والعصبي وغيرهم، وهم أكثر عرضة للمخاطر لدى تعرضهم للغازات الملوثة المنبعثة من الحرق العشوائي للنفايات، وخاصة أن هذا الاحتراق يكون غير كامل وينتج عددا أكبر من الغازات السامة والخانقة. لنظهر في هذه اللحظات الحرجة شعورا عاليا بالمسؤولية المدنية تجاه بعضنا البعض، ونمتنع عن حرق النفايات في الشوارع رحمة بالعالمين.