اعترفت الأطراف المنضمة إلى الاتفاقية الإطارية للتغيرات المناخية (UNFCCC) بأن النشاطات البشرية هي السبب الرئيسي للاحترار العالمي، وذلك في قمة الأرض التي عقدت في ريو دي جانيرو عام 1992. ومن أجل ذلك قررت الدول الصناعية (دول المرفق الأول في الاتفاقية) تخفيض انبعاثاتها إلى مستويات عام 1990 وذلك بحلول عام 2000، ولكن بدا واضحاً أن هذا التخفيف لن يكون كافياً من أجل تجنب خطر التغيرات المناخية، لذلك بدأ البحث عن صيغة ملزمة لتخفيض الانبعاثات وذلك منذ عام 1995. وفي مؤتمر الأطراف الثالث الذي عقد في اليابان في مدينة كيوتو عام 1997، تم التوصل إلى بروتوكول يلزم الدول الصناعية (دول المرفق الأول) إلى خفض انبعاثاتها منفردة أو مجتمعة إلى مستويات أقل بـ 5 بالمئة من مستويات 1990، وذلك في الفترة بين 2008-2012 وعرفت هذه الفترة بفترة الالتزام الأولى، وقد مددت الفترة حتى عام 2017. ومن أجل إعطاء مرونة كافية لتنفيذ هذه الالتزامات تم الاعتماد على ثلاث آليات، وهي: 1-آلية التنفيذ المشترك (JE). 2- تجارة الانبعاثات (ET). 3- آلية التنمية النظيفة (CDM). ما هي آلية التنمية النظيفة: Clean Development Mechanism (CDM)؟ لقد تم تعريف آلية التنمية النظيفة في المادة 12 من بروتوكول كيوتو، على أنه يمكن لدول المرفق الأول (الدول الصناعية) في الاتفاقية الإطارية للتغيرات المناخية إقامة مشاريع من شأنها تخفيف الانبعاثات في دول المرفق الثاني (الدول النامية) مقابل حصولها على شهادات عن التخفيضات المنبعثة المعتمدة (CERs)، بحيث يمكن لهذه التخفيضات المعتمدة أن تستخدم من قبل دول المرفق الأول لتحقيق التزاماتها وفق بروتوكول كيوتو، ويجب أن تضمن هذه المشاريع مساعدة الدول النامية أو الدول المقامة عليها تلك المشاريع، لتحقيق التنمية المستدامة للمساهمة بشكل نهائي بأهداف الاتفاقية. وسنفصل آلية العمل بها في فقرات أخرى نظراً لأهميتها البيئية.
