ترحيل النفايات إلى الخارج، هل هو إعلان إفلاس أم أنه باب جديد للصفقات في إدارة النفايات المنزلية الصلبة في لبنان؟ سؤال يستحق أن يعمل عليه الجميع، وأن تخضعه مراكز الأبحاث اللبنانية للدرس، وأن تتمعن به عقول اللبنانيين. العجز عن تأمين الكهرباء في بقاع لبنان الأخضر، على الرغم من أن أنوار الطاقة الكهربائية قد بدأت تنير بعض المناطق منذ 1925، ووصلت إلى أقاصي المدن والقرى والمناطق اللبنانية منذ ستينيات القرن الماضي. كيف يمكن أن يحلل ذكاء العقل اللبناني، أن حالة الكهرباء عنده اليوم أسوأ مما كانت عليها قبل تسعة عقود من الآن. كيف يمكن لنا أن نفسر هذه الظاهرة العجيبة؟ هل فكرنا يوما أن نحتسب كلفة حالتنا الكهربائية على الاقتصاد الوطني؟ وعلى موازنة العائلة المتوسطة في لبنان؟ لبنان نبع العسل واللبن، والثلوج التي لا تفارق قممه، والينابيع التي تغرغر في جنبات رُباه وجباله ووديانه وسهوله، بلاد أعلى نسبة متساقطات في الشرق الأوسط، شعبه يشتري مياه الشرب، ولا يثق بأمان مياه الدولة الواصلة إلى بعض شعبه، بشبكات يعود تاريخ إنشائها إلى الانتداب الفرنسي البائد. كيف يمكن لنا أن نفسر أزمة توزيع المياه وأمان استعمالها؟ هل فكرنا يوما أن نحتسب كلفة تزودنا بالمياه للاستعمال اليومي وللشرب على اقتصادنا الوطني؟ وعلى موازنة العائلة المتوسطة في لبنان؟ لبنان أكبر مستورد للسيارت نسبة لعدد السكان في منطقة الشرق الأوسط. وتشير بعض الدراسات، إلى أن كل ثلاثة أفراد في لبنان يملكون سيارتين، أي ما يساوي أعلى النسب في العالم، والمسجلة في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، على الرغم من الفارق الكبير في مستوى متوسط دخل الفرد بين لبنان وهذه البلدان. هل صحيح أن اللبناني يفضل أن يستعمل السيارة الخاصة؟ كما يدعي كبار ممثلي الطبقة السياسية، ليبرروا تخليهم عن واجبات الدولة في توفير شبكة من وسائل النقل المشترك داخل المدن وما بين المدن، وشبكة خطوط مواصلات عامة في لبنان، أم أنه مجبر على ذلك؟ لا الخطة الوطنية للنقل قد ظهرت إلى النور، على الرغم من كثرة الحديث عنها منذ أكثر من 15 عاما، ولا نظام للنقل العام يلبي حاجة التنقل للبنانيين قد قام، على الرغم من مرور أكثر من ربع قرن على انتهاء الحرب اللبنانية. والسؤال يبقى مطروحا، هل تخطط الدولة لتطوير هذا المرفق في لبنان؟ هل فكرنا يوما كم هي كلفة غياب منظومة نقل عام على الاقتصاد الوطني وعلى موازنة العائلة اللبنانية المتوسطة في لبنان؟ وهل نستغرب بعد كل ذلك، أن تصل الدولة إلى الفضيحة الكبرى في مجال إدارة النفايات، التي لا يزال لبنان غارقا فيها؟ وهل نستغرب الشطارة اللبنانية التي تبدع في تحويل التحديات إلى فرص جديدة؟ وهل تصدير النفايات وما سيرافق ذلك من كلفة خيالية، وعلى هامش ذلك، كم من العمولات والسمسرات، إلا دليلا وبرهانا ساطعا على ما يتمتع به السمسار اللبناني من إبداع خلاق في ابتكار مخارج لأزماته، يحيل معها الأزمة إلى فرصة متنامية لملء الجيوب، وسحب المال العام إلى حساباته. الحقيقة يجب أن تقال، لم يعرف لبنان عصر انحطاط أكثر وقاحة مما نعرفه في هذه الحقبة من تاريخ البلد. ارحلوا إلى بيوتكم قبل ترحيل قشور بطيخكم إلى بلدان العالم. إخس عليكم!

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This