خلق الله النهار للعمل والليل ليرتاح الجسم البشري من التعب العضلي والضغوط النفسية والتفكير المستمر المرهق، والنوم هو من أساسيات الحياة الصحية السليمة، فما هي فوائد النوم؟ وكم نحتاج من النوم؟ وماذا يحدث إذا لم ينمِ الانسان أو في حال نام طويلا؟

; هرمون النوم “الميلاتونين

هرمون النوم “الميلاتونين”، هو أحد الهرمونات التي تتبع إيقاعا يوميا، حيث يزداد إفراز الهرمون في الليل ويقل بالنهار. وهرمون النوم يُفرز من الغدة الصنوبرية في المخ، وهي مرتبطة بعصب النظر، لذلك فإن التعرض للضوء الشديد ينقص إفراز الهرمون ويخفض مستواه في الدم. ويعتبر هرمون “الميلاتونين” أحد المواد الطبيعية الفعالة كمضاد للأكسدة ومضاد للالتهابات ومنظم لعمليات الأيض “التمثيل الغذائي”. بينت دراسات كثيرة أهمية تعرض الجسم لهرمون “الميلاتونين” بكميات كافية، وأشارت إلى أن التعرض المفرض للإضاءة الصناعية ليلاً، وخصوصا الضوء الأزرق قصير الموجة المنبعث من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والإضاءة المنزلية طوال الليل، يقلل من إفراز هرمون “الميلاتونين” ليلاً. ويعتقد الباحثون أن التعرض المفرط للضوء طوال الليل أحد أسباب تفشي مرض السمنة بسبب نقص تعرض الخلايا لهرمون “الميلاتونين”. لذلك ينصح الأطباء بضرورة التقليل من التعرض للأجهزة التي تصدر إضاءة خلال الليل، والتقليل من استخدام إضاءة “الفلورسنت” في المنازل، كونها تحوي كميات كبيرة من الضوء الأزرق. وكذلك تناول الأغذية الصحية التي تحوي كميات وفيرة من “الميلاتونين” كالخضار والتوابل والأعشاب والشاي الأخضر والفواكه والبذور والمكسرات.

ما هي الساعة الحيوية؟ 

 الساعة الحيوية في الجسم  هي التي تنظم وقت النوم ووقت الشعور بالجوع والتغيرات في مستوى الهرمونات ودرجة الحرارة في الجسم البشري. وتعرف التغيرات الحيوية والنفسية التي تتبع دورة الساعة الحيوية في 24 ساعة بالإيقاع اليومي. ففي الطفولة وقبل وصول مرحلة المراهقة تقود الساعة الحيوية الأطفال للنوم في الساعة 8 إلى 9 مساء. ولكن مع دخول سن البلوغ ودخول مرحلة المراهقة تتغير هذه العملية عند البعض فلا يشعرون بالنوم حتى الساعة الـ11 مساء أو بعد ذلك. كما أن رغبة البعض في البقاء مستيقظين ليلا للدراسة، أو لمجرد السهر مع الأقارب والأصدقاء يزيد المشكلة أو يسبب ظهورها بشكل واضح. ويمكن بشكل آخر تعريف الساعة الحيوية بأنها قدرة الجسم على التحول من النوم في ساعات معينة (عادة في الليل) إلى الاستيقاظ والنشاط في ساعات أخرى (عادة وقت النهار). وتتحكم عدة عوامل خارجية أهمها الضوء والضجيج في المحافظة على انضباط الإيقاع اليومي للجسم أو ساعاته الحيوية، ويصاحب ذلك تغير في عدد كبير من وظائف الجسم التي قد تكون أنشط في النهار منها بالليل. ويزداد إفراز هرمون النوم “الميلاتونين” بالليل ويقل بالنهار، ولكن عند المصابين بهذا الاضطراب تنعكس الآية. والتعرض للضوء يخفض مستوى هرمون النوم في الدم، حيث أن هرمون النوم يفرز من الغدة الصنوبرية في المخ، وهي مرتبطة بعصب النظر، لذلك التعرض للضوء الشديد ينقص إفراز الهرمون. على هذا الأساس قامت فكرة ما يعرف بـ “العلاج بالضوء”.

; الأحلام

; يمكن أن تحدث في أي مرحلة من مراحل النوم، واعتقد العلماء سابقا ان الانسان يمكن أن يحلم فقط في بعض مراحل النوم، إلا أن هذا الاعتقاد قد سقط نتيجة التجارب والبحوث العديدة، والاحلام تكون دقيقة وذات تفاصيل اكثر في بعض مراحل النوم اكثر من غيرها، وذلك يتعلق بإفراز الهرمونات كـ “الميلاتونين” و”السيراتونين”. وغالبا ما تكون مرتبطة بأحداث تأثر بها الانسان نفسيا خلال فترة النهار. كما أن الدماغ لا ينام عندما يغفو الجسم ولا يتوقف عن العمل، ويبقى مشغولا في إعطاء التعليمات لأجهزة الجسم باستمرار للحفاظ على وظائفهم: التنفس، الهضم، ضخ الدم وجميع المهام الأخرى التي تبقي الإنسان على قيد الحياة أثناء النوم. وجد الباحثون أن قلة النوم تقلل من اهتمام الشخص وتركيزه، ما يؤثر على قدرته في حل المشاكل، وبدون راحة كافية، لا يمكنك التعلم جيدا. كما أن قلة النوم تؤثر على الذاكرة أيضا، ويقول العلماء أنه عندما لا تحصل على ما يكفي من الراحة، يبدأ جسمك بإنتاج “الكورتيزول” (هرمون التوتر) بكمية إضافية. ويؤدي إنتاج كمية مفرطة من “الكورتيزول” الكثير إلى تكسير “الكولاجين” في الجلد وهو المادة التي تحافظ على سلاسته.

; هل للنوم المبكّر فوائد

nbsp; يساعد النوم المبكر الإنسان على زيادة المناعة، فهو يزيد من مقاومة الجسم للسموم بنسبة 50 بالمئة ويحافظ على توازن الجسم ووزنه. ويرى بعض العلماء أن النوم المبكر يزيد من المعنويّات ويقلّل من حدوث الكآبة، فعندما ينام الشخص ليلاً وبشكل منتظم فذلك يساعد على الصّحو بنشاط وبمعنويات عالية.

; عدد ساعات النوم الصحّي

يحتاج الإنسان ما بين 6 و 8 ساعات من النوم المبكّر، وهو النوم المناسب للبالغين لتحقيق الراحة الجسديّه والصحيّة، أما الأطفال الصغار فيحتاجون إلى قدر كبير من النّوم وإلى الكثير من العنايةِ بهم عند نومهم وإبعادهم عن الضجيج، لأنّ النّوم مهم لهم بشكل كبير. وأفضل ساعات للنوم هي ما بين الساعه 10 مساءً وحتى طلوع الفجر، وهي أفضل الأوقات التي تتجدّد فيها خلايا الجسم بحيث يأخذ راحتهُ بشكل كامل.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This