أشار السيد جوزية غرازيانو دي سيلفا المدير العام لمنظمة FAO في بيانه الأول بعد إعادة انتخابه لفترة ثانية إلى أولويات المنظمة في السنوات الأربع القادمة، وخص بالذكر مبادرة النمو الأزرق. تهدف هذه المبادرة إلى إحياء طاقة المحيطات والأراضي الرطبة من خلال نهُج مسؤولة ومستدامة، للتوفيق بين النمو الاقتصادي والأمن الغذائي مع المحافظة على الموارد المائية. كما تهدف المبادرة إلى خلق بيئة تمكن العاملين في مصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية من ألا يكونوا مستخدمين للموارد فحسب، وإنما أيضا مشرفين عليها ( نهج تشاركي ). كما سيغير الاستثمار في هذه المبادرة حوكمة الموارد المائية وإدارتها، وسيساعد على المحافظة على التنوع الحيوي والموائل، وسيمكن المجتمعات المعتمدة على هذه الموارد من بناء القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية والأزمات، وسيسمح ذلك بزيادة الإنتاج المستدام، وسد الفجوة المتنامية بين العرض والطلب على الأغذية المائية، فيما سيتحسن الأداء البيئي والاجتماعي لقطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. اعتمدت اندونيسيا، وهي أكبر أرخبيل في العالم، خطة شاملة للتنمية الاقتصادية تستند إلى مفاهيم النمو الأزرق، بحيث أنه سيكون من شأن الموارد الإضافية الناتجة تمكين الدولة من زيادة الفعالية في معالجة الضغوط التي يتعرض لها النظام الإيكولوجي المائي، بما في ذلك الاستغلال المفرط والتلوث وتراجع التنوع الحيوي وانتشار الأنواع الغازية الدخيلة وتغير المناخ وتحمض المحيطات. وطلبت بعض الدول مثل المغرب وإيران الانضمام إلى المبادرة. في الختام تهدف هذه المبادرة إلى دعم الأمن الغذائي – تخفيف حدة الفقر – والإدارة المستدامة للموارد المائية.
