في ضوء الشعار الأساسي لحملة “طلعت ريحتكم”، المطالب بإسقاط النظام قبل سائر الأولويات الحياتية المختلفة، سيكون من المستحيل التوصل الى حلول نظراً لعدم وجود نظام يتخذ القرارات المناسبة. وبشكل عام، نعتبر أن دعم هذه الحملة مع هكذا شعارات وتوجهات هو بمثابة القضاء على كل ما نقاتل ونجاهد من أجله منذ عشرات السنين، وحيث استطعنا ضمن آليات النظام الحالي الوصول الى البعض من النتائج الإيجابية – ومع أن هذا غير كافٍ نهائيا – لكن في حال سقط النظام مهما كان شكله وفي أية إدارة طرأ ذلك ومهما كان نوعه، سيكون هذا بمثابة الضربة القاضية لكل آمالنا، فإما أن تقتنع هذه الحملة بضرورة تغيير أولوياتها ووضع الملفات الحياتية والمدنية والبيئية والثقافية والمدنية أولاً، وإما سنضطر لمواجهتها بنفس الطريقة التي واجهنا ونواجه فيها الحكام الجُهَّل والإدارة الفاسدة. وليعلم القائمون على هذه الحملة انهم يخطئون كثيراً إذا اعتقدوا انهم عندما يعلنون أن الأرض للشعب أي لهم وليس للسياسيين، وبأنّ الشعب مكوّن منهم فحسب، فنحن أيضاً من الشعب، ولكننا لسنا من جماعة “Mr NO ONLY”، كما يظهر اليوم من جراء مواقفهم ومطالباتهم. أمّا عندما يريدون الكلام عن الأمور الحياتية او سواها فليعلموا انّها كلّها تحتاج الى دراسة مقاربات علميّة، وقد بذلنا حتى اليوم كل الجهد للتوصل الى تشكيل ملفات كاملة بخصوص كافة هذه الأمور، وسنقف بوجه كل ما يشكل خطراً على متابعتنا في سياق ملفات محدّدة لمواجهة الإدارة الحالية، أو أية إدارة قادمة لا تريد اعتبار أن الأولوية هي للناس ولتأمين إطار حياتي سليم لهم، كما للحفاظ على تراثنا وآثارنا، وخصوصا على بيئتنا مع حماية جميع مواردنا الطبيعيّة، كما العيش الكريم لمواطني هذا البلد. وكل ذلك يستحيل متابعة النضال من أجله في حال سقط النظام على أي مستوى كان، لأنه في هذه الأحيان ستخلو الساحة لجميع المستشرسين في الأرض والمستثمرين في الشر أو الخطأ، كما جميع الفاسدين وسيئيّ النية والجهال وغير المهنيّين إن ضمن الإدارة أو خارجها. فاحذروا، لأنكم تلجأون الى الوسائل الخاطئة للوصول الى أهداف سامية، فهذا فخ لا يستطيع أحد أن يخرج منه إلا مُنكسرا، لكن اعلموا أنّنا كما سنساعدكم في حال قمتم بتعديل “أجندتكم”، بنفس الوقت لن نقبل أن نخسر معاركنا بسببكم، ولن ندع أحد يقف بوجه حراكنا الشريف هذا.
