اليوم أصبح كل ما حصل في البلد، منذ لحظة إغراقه في النفايات إلى لحظة إعلان نتائج المناقصات، واضحا. لقد ذاب الثلج وبان المرج… لم نكن نتصور أن الجميع منخرطون ومنغمسون حتى “الشوشة” في لعبة مافيا الزبالة. ما كنا نظنه، ظهر أنه يقين. فالسيناريو كله متقن ومدروس جيدا… ولا هم لهم إن وضعوا البلد على شفير الانفجار، أو سقط عدد من القتلى والجرحى. فلا بأس، كله في سبيل تمرير الصفقة يهون. لا بأس إن تحول لبنان إلى مزبلة، وعاصمته إلى ركام من الزبالة، ولا بأس إن استمر ذلك شهرا ونيف، دون الاستعجال بعمل أي شيء. فلا اجتماعات طارئة، ولا لجان متابعة للأزمة. بل، وما يهم إن تأجلت الأمور من أسبوع إلى أسبوع، ومن ثلاثاء إلى خميس، ومن اثنين إلى جمعة… فلا شيء مستعجلا، الطبخة تحتاج لأن تستوي، ويرتفع الضغط ويصفر البخار. الكل منخرط في لعبة مافيا الزبالة… لا أحد بإمكانه الادعاء بالنقاء أو الطهارة. فلم نسمع صوتا جادا خلال فترة الشهر ونيف… بل صراخا ينتمي إلى كورس إنضاج الطبخة الجهنمية. وها هي الصفقة يعلن عنها من تحت رماد المواجهات، وعلى أنين أوجاع الجرحى، وفي ظل الدخان “الديموقراطي” للقمع بالرصاص الحي، وخراطيم المياه، وقنابل الغازات السامة المسيلة للدموع والخانقة، وآخر بدعة لوزارة القمع، قذف أجهزة الأمن المتظاهرين بالحجارة الحادة. أرسلوا “زعرانهم” لافتعال مواجهات مع القوى الأمنية، وتصوير نخبة الشعب اللبناني بأنها غوغائية، لتعجيل تسخين المسرح، ليعلو الأنين والصراخ، وتولد صفقة المناقصات، تحت الظلام، وفي معمعة المواجهات المفتعلة. إنه فيلم “مافيوي” طويل وبشع… هل رضيتم الآن يا أصحاب النفوذ الملطخ بالدم، وبأنين المواطنين اللبنانيين؟ هل ارتوى تعطشكم للمال والدماء يا “دراكولات” لبنان؟ هل أنتم مرتاحون الآن؟ وقد أبدعتم في تسعير عقود النفايات في مناطقكم؟ وكأنكم في سباق، من يمكنه أن يعوض عن غيابه في الفترة السابقة بأسرع وتيرة ممكنة… ها أنتم تجاوزتم بأضعاف ما كنا نشكو منه من تضخيم مفتعل لأسعار عقود النفايات. فوضعتم “سوكلين” في جيبتكم الصغيرة… ما كنا نحذر منه، مشيتم كلكم إليه بكامل انخراطكم في مؤامرة الزبالة في لبنان… لا أحد منكم بريء… فمن ليس شريكا في العقود، هو شريك بتمريرها… هذه مؤامرة العصر على قوتك أيها اللبناني الشريف… لقمتك تسرقها “مافيا” الزبالة… فهل ترضى؟ وهل تستكين؟ إنهم يذهبون إلى أغلى الخيارات وأكثرها تلويثا وخطرا على صحتكم وصحة أطفالكم والأجيال القادمة… فهل تستفيقون من خدركم؟ أم أنكم في سباتكم غارقون؟

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This