قبل أسبوع وقع ضبع من النوع المخطط في مصيدة أحد المواطنين الذين اعتادوا نصب الافخاخ في بلدة بلاط قضاء مرجعيون جنوبي لبنان، بهدف اصطياد الخنازير البرية وبيعها حية. ولأن الضبع كما اي حيوان آخر مكانه البرية وليس القفص الحديدي او حديقة الحيوانات، سارع ناشطون بيئيون لمحاولة اعادته الى حيث ينتمي منذ اللحظة الاولى لعرض احدى القنوات التلفزيونية شريط فيديو ضمن نشرتها الاخبارية يظهر لحظة الاصطياد. محتجز الضبع اعتاد بيع الخنازير التي تقع في أفخاخه، وربما رأى في الضبع الذي لم يتخط عمره الأعوام الثلاثة صيداً ثمينا، ما جعله يطلب مبلغا من المال قدره 700 دولار مقابل التخلي عنه. جمعية “الجنوييون الخضر” تابعت القضية منذ اليوم الاول واطلقت نداء لإعادة “بيلا” (وهو الاسم الذي أطلقته الجمعية على الضبع) الى احراج بلاط بعد معاينته وعلاجه أو تسليمه إلى محمية وادي الحجير حفاظا على حياته، مشيرة الى ان التعامل مع الثدييات اللاحمة ليس سهلا، وعليه فإن الأسر يهدد حياته لا سيما ان وقوع “بيلا” بالمصيدة تسبب له بجروح. استمرت المحاولات على مدى أيام من خلال اتصالات مباشرة وغير مباشرة لاقناع المواطن بضرورة التخلي عن الضبع حفاظا على الحياة البرية وتنوعها البيولوجي، إلا ان جميع المحاولات باءت بالفشل، ما اضطر “الجنوبيون الخضر” لرفع القضية الى السلطات القضائية معللة ذلك بانه يعد انتهاكاً لقانون الصيد البري وتعديا على الحياة البرية. وبناء عليه، وفي سابقة هي الاولى من نوعها في لبنان، أمر المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم السلطات المختصة في المنطقة لاطلاق الضبع، فتوجه مساء السبت وفد من الجمعية برئاسة عضو لجنة المحميات علي رضا عطوي الى بلدة بلاط بمؤازرة دورية من قوى الامن الداخلي، وبعد تسلمهم “بيلا” توجهوا فورا الى مركز “التعرف على الحياة البرية” المتخصص في عاليه لاخضاعه لفحوصات طبية، خصوصا انه يعاني من بعض الجروح. من جهته، حرص عطوي الذي واكب العملية كاملة على اطلاق سراح “بيلا” في مكانه الأم حيث ينتمي فور تحسن صحته. كما اشاد عطوي بتعاون ومساعدة شباب بلاط وتقديرهم لتحرك الجمعية لحماية الضبع وهو مؤشر على زيادة الوعي البيئي. ويربط “الجنوبيون الخضر” بين ازدياد اعداد الخنازير البرية وأنواع من القوارض، التي يشكو منها بعض المزارعين نظرا لما تخلفه من اضرار في حقولهم، وبين تناقص أعداد الذئاب والضباع وابن آوى وغيرها من الحيوانات اللاحمة، ومن بين اسباب هذا التناقص عمليات القتل العبثي، وهو ما أدى إلى حدوث اختلال في التوان البيولوجي. لا بد ان تشكل حادثة الضبع “بيلا” مفترق طرق في مسار الحياة البرية في لبنان، باعتبارها سابقة يمكن تحويلها الى نموذج في مواجهة الانتهاكات المتواصلة التي تتعرض لها الثروة الحيوانية والحرجية والبحرية في لبنان.  

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This