يعيش لبنان منذ حوالي الشهرين تحرّكا شعبيا أطلقت شرارته أزمة النفايات التي غرقت فيها البلاد وامتدّ ليصبح تحرّكا مطلبيا بحقوق المواطن اللبناني المفقودة منذ زمن. ولم يكن اتخاذ التحرّك من وسط بيروت التجاري منطلقا أساسيا لكافة النشاطات عبثيا، فإلى جانب كون المنطقة تحوي الساحتين ذات الرمزية الأكبر في بيروت اليوم، الى جانب احتوائها السراي الحكومي ووزارة البيئة، فإنّ الناس لم تنس حتّى اليوم أنّ هذه المنطقة، مهما حاول أصحاب المال تصويرها على أنّها جزيرة للترف، لا تزال منطقة للبنانيين، أخذت أرضها عنوة من الفقراء وملّاكيه الأصليين، ليتمّ تحويلها الى منطقة خاصّة بألأثرياء. عقدت اليوم غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان وجمعية تجار بيروت لقاءا “اقتصاديا” موسعا ومؤتمرا صحافيا خصصا لإطلاق صرخة تحت عنوان “من أجل انقاذ قلب بيروت”، بحضور جمع من نواب بيروت. في المؤتمر الصحافي، طالعنا رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير بالقول أنّ “ان كل ما يحصل، يظهر حقيقة واحدة أن هناك عملا ممنهجا يراد منه اقفال ما تبقى من مؤسسات وتشويه هذه الصورة الجميلة المتمثلة بوسط بيروت التي يعتز بها كل لبناني، وإسدال الستار على نجاح منقطع النظير كمقدمة لضرب أحلام اللبنانيين في مهدها. (..) كفى، حذار اللعب بالنار. ضرب وسط بيروت يعني بشكل واضح ضرب قلب الاقتصاد الوطني، وإطلاق رصاصة الرحمة على لبنان”. من ناحية أخرى، اعتبر رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس أنّ “الحراك ليس سلميا لانه لا يوجد اعنف من الذي يمارس على الاقتصاد اللبناني ولن نسمح بأن تقطع اعناق التجار في لبنان”، مشيرا الى “الخوف من ان يمتد التصحر الذي يشهده الوسط التجاري الى مناطق اخرى منه”، مشددا على ان “الوسط التجاري يجب ان يبقى بالرقي الذي نشأ عليه”. واعتبر أنّ الهيئات الاقتصادية “لن تقبل أن يتحول الوسط التجاري الى أبو رخوصة وسيبقى راقياً وقبلة لكل العالم العربي”. وختم شمّاس أنّ “الاخطر من المندسين هم الدجالين الاقتصاديين، هم بقايا الشيوعيين الذين لفظتهم روسيا والصين، (..) والذين يحاولون خلق حرب طبقية مرفوضة في لبنان ، ولن نسمح لهم بهدم الاقتصاد الليبرالي الذي بنيناه على اكتافنا”. يا أيها السادة الاقتصاديين و”البيئيين اليوم”، خوفكم على الاقتصاد مشكور! ولكن من أخبركم أنّ الاقتصاد لا “يمشي” الّا من وسط بيروت؟ كيف يرتكز الاقتصاد اللبناني على وسط تجاري لا يساهم بشيء من الناتج المحلّي، اشرحوا لنا بربّكم؟! هذا الوسط ليس ملك الناس كما حاولتم اليوم تصويره.. هذا الوسط جعلتموه حضراتكم حصريا على مالكي الأموال وبعض السياح! هذا الوسط سعر فنجوان القهوة فيه (وهل ثمّة أتفه من فنجان القهوة؟!) يساوي 2.5% من راتب شخص يقبض الحدّ الأدنى للأجور! يا سيّد شمّاس، نحن لا نطالب بتدمير الوسط التجاري ولا بتحويله الى “أبو رخوصة”، لكن رجاء احترموا عقول الناس ولا تخبرونا أنّ الوسط لكلّ النلس !   هذا الوسط يا سادة، عاد اليوم بفضل هذا الحراك الشعبي الى أهله! عاد بائعو الكعك والقهوة العربية اليه! دخله للمرة الاولى من لم يستطع يوما دخوله خوفا من الأسعار! عاد اليه أخيرا من احتلّت أرضه عنوة لتقوم فوقها سوليدير، ليقول لأمثالكم “بدنا نعيش”! يا سادة لسنا شيوعيين ولا من دعاة الحقد الطبقي والثورة الطبقية.. نحن أبناء هذا الشعب الذي كفر بفقره وغناكم، الذي ضاق ذرعا من موته يوميا على أبواب المستشفيات، ومن فنائه البطيء بسبب نفايات تتراكم وليس ثمّة من يعالج أزمتها! حتّى اليوم لم نتوجّه لكم بكلمة، ولا اتّهمناكم بشيء، فكفّوا عنّا وإلّا انتقل الدور قريبا اليكم يا سارقي أموال الشعب ومغتصبي الأرزاق!   *ناشطة في الحراك الشعبي

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This