من فساد وزارة البيئة عند إنشائها، تعيين سكرتيرة المدير العام عضواً في لجنة الإستلام فتوقّع على فواتير الأشغال المنفّذة من دون أن تدقّق أو تتحقّق من حصولها، وهذا ما حصل مع ليزات ع. التي عيّنت مرّتين في لجنة الإستلام، وكان المدير العام إلياس مطلّي يطلب منها تنظيم فاتورة بالخدمات التي تقوم بها من طباعة ومراسلات مرّة كلّ أربعة شهور وتكون قيمة الفاتورة الواحدة ثلاثة ملايين ليرة، فتقوم بصرفها وإعادة المبلغ إليه فيكتفي بإعطائها مبلغ خمسماية ألف ليرة كراتب شهري. ونفت ليزات أن يكون التوقيع الموجود على الفاتورة الخاصة بشراء 18 بروازاً خشبياً لمصلحة الوزارة عائداً إليها. وبدأت نانسي خ. العمل مع وزارة البيئة بصفتها إخصائية في علم الأحياء، وعيّنت عضواً في لجنة الإستلام برئاسة روجيه ص. وكانت معها ليزات ع. ووقّعت على دراستين الأولى حول معالجة المياه المبتذلة في بيروت وضواحيها تقدّم بها مكتب “خطيب وعلمي” وهي أجريت بعقد تراضي بعد موافقة مجلس الوزراء عليها، أمّا الثانية فمخصّصة لحفر ثقب في الأرض وأخذ عيّنة مياه لتحليلها لاحقاً. دراسة بلا مهندس مختص وتبيّن أنّ نانسي وقّعت على فاتورة باستلام دراسات بينها واحدة من المهندس نمر ع. الذي قال في التحقيق إنّه لم ينفّذها، وتظهر الفاتورة من دون رقم، فضلاً عن أنّها على محضر إستلام دراسة منسوب تقديمها إلى شركة(…) ولم يتبيّن أنّها حصلت بإشراف مهندس كما أدلت نانسي بل بإشراف سيلفيا ش. وهي ليست مهندسة مختصة. مطلّي يشتم فرعون وكلّف إلياس مطلّي موظّف فئة رابعة في وزارة البيئة عصام أ. بعضوية لجنة إستلام، وكان يوقّع فواتير برفع ردميات وإزالة نفايات دون التحقّق من إزالتها مشيراً إلى أنّ هذا الأمر كان يتمّ بعد موافقة مطلّي واستناداً إلى توقيعه المسبق على الفاتورة قبل توقيع اللجنة. وكشف عصام أ. أنّه راجع يوماً إلياس مطلّي حول استلام فاتورة أشغال فغصب منه وتناول كرسياً وضربه بالجدار وراح يشتم الوزير بيار فرعون، ممّا أثار الخوف في نفس عصام ووقّع على الفاتورة بالإستلام!. التهديد بالصرف وبالسلاح وقال عصام أمام الهيئة الاتهامية في بيروت بتوافر حالتي الضرورة والإكراه، لأنّ المدير العام مطلّي كان يهدّد الموظّفين الذين لا ينقادون لأوامره تارة شفهياً بمعاقبتهم وبالعمل على صرفهم، وطوراً بقوّة السلاح، فكانوا يرضخون مكرهين للتهديدات!. المستشار الجميل أمّا جميل ر. فقال إنّه عمل مستشاراً للوزير سمير مقبل مقابل مبلغ مليون ليرة شهرياً، وخلال ذلك كان يتقدّم باسم الشركة التي يملكها مع آخرين يعيشان في فرنسا، بعرض أسعار لدراسة مشكلة بيئية معيّنة ضمن دفتر شروط، لذلك قدّم دراسات عدّة للوزارة، مشيراً إلى أنّه كان في بعض الأحيان يذهب بمفرده إلى مواقع أخذ العيّنات، وفي بعضه الآخر يرافقه سائق الوزارة ز.ع.، وأنّ سيلفيا ش. لم تجر أيّة تحاليل مخبرية في مختبر الشركة، إنّما كانت تساعده بأعمال طباعية. وتبيّن من تقرير التفتيش المركزي أن شركة جميل ر. وقعت عقوداً مع وزارة البيئة لأبحاث مخبرية بلغت قيمة عقد 49 مليون وخمسماية ألف ليرة، وعقد آخر 32 مليون و670 ألف ليرة، وفاتورة لفحص مياه البحر من ضمن سلفة المدير العام بقيمة مليونين و226 ألف ليرة. ونفى جميل ر. إدلاءات شربل أ. ومنها موافقته على اقتطاع مبلغ 15 ألف دولار أميركي من كلّ عقد بقيمة 21 ألف دولار لمصلحة الياس مطلّي. وتبيّن أنّ هناك دراسة تضمّنت نتائج فقط دون الإشارة إلى كيفية حصول الفحوصات، وكفية أخذ العيّنات، وزمان حصول ذلك، والآلات والمعايير المعتمدة في إجراء التحليل، ومكان إجرائها واسم المختبر. الوقائع تكذّب وخلافاً لما قاله جميل ر. من أنّه لم يرأس لجنة استلام، فقد تبيّن في التحقيق أنّه وقّع على محضر استلام فاتورة منظّمة من سيلفيا ش. وتتعلّق بفحص نفايات صناعية موجودة في أحد المعامل، كما أنّه وقع بصفته رئيس لجنة إستلام على محضر إستلام أعمال جرف وإزالة نفايات من محيط وزارة البيئة. كما أنّ جميل ر. وقّع من ضمن لجنة طوارئ، على كشف بيت في كفرسالا وبراميل تعود إلى أحد المصانع، ووقّع على استلام دراسة تتعلّق بفحص مواد وجدت في طرابلس بصفته رئيساً للجنة الاستلام، وأشرف على هذه الدراسة ووقع على محضر استلام فاتورة تعود لدراسة عن تأثير الصناعة على البيئة مقدّمة من جورج غ. وهي غير مرقّمة. قديح: الدراسات غير متطابقة علمياً وخلال سماع إفادة الدكتور ناجي قديح قال إنّه خلال وجوده في وزارة البيئة تكوّنت لديه فكرة بأنّ هناك هدفاً أساسياً يقضي بتنظيم فواتير وعقود دراسات توخياً لصرف الأموال، وليس في سبيل تلبية حاجات الوزارة ومعالجة المشاكل البيئية. ولدى اطلاع الدكتور ناجي قديح على عدد من الدراسات بشأن تحاليل أجريت على عيّنات مأخوذة من الشاطئ اللبناني قدّمها شربل أ.، أدلى بأنّها غير متطابقة علمياً لناحية المؤشّرات الميكروبيولوجية أيّ الجرثومية، وقد تكون ملفّقة أو تتضمّن أخطاء كبيرة في التحليل. واتضح بأنّ هناك دراسات متطابقة من ناحية الأرقام لمختلف المؤشرات مع تغيير في اسم الموقع وهذا شبه مستحيل. كما أنّ هناك ثمانية فحوصات أجريت للتحقّق من التلوّث الجرثومي في مياه البحر، وكان بالإمكان اختصارها بفحص واحد وتوفير الفحوصات الأخرى. واعتبر قديح أنّ نتائج الدراسات المجراة من شربل أ. بموجب عقود موقّعة مع إلياس مطلّي وهمية ولا تستند إلى أيّ عمل فعلي ولا تشكّل مستنداً علمياً يمكن الركون إليه لمعرفة حالة الشاطئ اللبناني وبالتالي كيفية معالجة التلوّث البيئي في حال حصوله.
