اعداد – مايا نادر    يكاد لا يخلو اي منزل، أو مدرسة، أو دكّان من مادة البلاستيك بكافة اشكالها وانواعها. بدءاً من قوارير المياه، مروراً بأوعية الطعام وصولاً الى الأكياس… وصولا إلى ألعاب الاطفال على أنواعها. وتظهر الإحصائيات أنّ حوالي مليوني عبوة بلاستيك تباع  كل 5 دقائق حول العالم، ما يجعل من البلاستيك المادة الاكثر استعمالا في مجتمعاتنا الحديثة، في حين تشير أحدث الدراسات الى ان الاستهلاك العالمي للبلاستيك سيتخطى عتبة 540 مليون طنا بحلول العام 2020، فيما أكدت بعض التقارير انتاج 600 مليار كيس من البلاستيك على مستوى العالم سنويا.   استهلاك اوروبي وعربي   يستهلك كل مواطن أوروبي حوالي 500 كيس بلاستيك، في حين كشف منظمو معرض “عرب بلاست” أن دول مجلس التعاون الخليجي تستهلك 8 بالمئة من إجمالي الإستهلاك العالمي للبلاستك بحلول العام 2020، في حين تشير أحدث التوقعات أن الاستهلاك العالمي للبلاستيك سيتخطى حاجز الـ 540 مليون طن بحلول العام 2020، وذلك فقاً لمنظمي “عرب بلاست”. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن متوسط استهلاك الفرد من الأكياس البلاستيكية المستخدمة للأغراض المختلفة يقدر بحوالي 24 كيلوغراماً سنوياً، أو 21 غراماً يومياً، وتضاف إلى ذلك كميات أكياس البلاستيك التي تستخدم لجمع النفايات والتخلص منها والتي تقدر بحوالي عشرة ملايين كيس سنويا، وقد يقل أو يزيد أو يقل المتوسط من مدينة لأخرى أو بين بلد وآخر، وذلك بحسب القوة الشرائية والموقع الجغرافي والمركز التجاري. وتشير الدراسة التي أجريت في عدد من دول العالم على مادة “البولي إيثلين” التي تدخل في صناعة البلاستيك، لا سيما من النوع العالي الكثافة، على عدم تأثر هذه المادة أو تحللها بفعل العوامل الطبيعية، سواء البيولوجية كالبكتيريا والفطريات والخمائر، أو البيئية كالحرارة والرطوبة والضوء، أو أشعة الشمس والأوكسجين والمواد الكيميائية وغيرها. ويُعزى عدم تأثر هذه المادة أو مقاومتها للتحلل بفعل هذه العوامل، وخصوصا البيولوجية منها، إلى عدة مؤثرات،  ومن أهمها كبر حجم جزيئات هذه المادة مقارنة بحجم البكتيريا ومفرزاتها من الأنزيمات، وعدم قابلية هذه المادة أو جزء منها للذوبان في الماء.   في لبنان   تقدّر الدراسات العالمية والمحلية معدل استهلاك الفرد اليومي من الأكياس البلاستيكية بما بين 2 و5 أكياس، أي ما لا يقل عن عشرة ملايين كيس يومياً، وما لا يقل عن أربعة مليارات كيس في العام الواحد، في بلد مثل لبنان. وإذا قمنا بحساب 30 عاماً وفقاً للحد الأدنى لبقاء كيس البلاستيك في البيئة للتحلل، فإنه سيصبح لدينا مئة مليار كيس، الأمر الذي يشكل خطورة حقيقية على البيئة، ويلحق أضراراً بجميع القطاعات المنتجة، مع الإشارة إلى أن أكثر من ثلث النفايات لا يذهب الى مراكز المعالجة ليُعاد تدويره، وتبقى تلك الأكياس متناثرة على الطرقات وفي الوديان او في البحر.   أضرار صحية وبيئية   ترتبط خطورة منتجات البلاستيك بشكل كبير باحتوائها على مواد تسمى “فثاليتات” (phthalates) التي تدخل في مادة الـ “بولي فينيل كلورايد”، وارتداداتها السلبية صحياً لا تعد ولا تحصى، فهي تساهم بالدرجة الاولى بزيادة تخزين الدهون، وترفع من قدرة الجسم على مقاومة الانسولين، ما يمكن ان ينعكس سلباً على مرض السكري. كما انه للعمل الجنسي التناسلي حصة في الاضرار بحيث ان تلك المادة تخفّض الهرمونات الجنسية، وتؤثر سلباً على الحيوانات المنوية لدى الرجل. على الصعيد البيئي، حدّث ولا حرج، بحيث ان المواد البلاستيكية – صعبة التحلل على الصعيد البيولوجي –  تساهم في تلويث الهواء والماء والتربة بالمواد التي تتسرب منها، فضلاً عن ذلك، تتسبب المواد البلاستيكية التي تلقى في البحر بقتل ملايين الكائنات البحرية سنويا. وفي حين كان قد سبق للخبير البيئي الدكتور ناجي قديح ان تطرق في كتاباته عن استعمال المواد البلاستيكية المضرة في قوارير الرضاعة والعاب الاطفال، فضلاً عن انه تحدث بإسهاب عن الاضرار البيئية والصحية المحتّمة في استهلاك مادة البلاستيك، فان موقعنا  greenarea  يحاول عبر تسليطه الضوء على الارقام العالمية لاستهلاك البلاستيك رفع الصوت اكثر فأكثر، في ظل الحديث المتزايد في الآونة الاخيرة عن ضرورة فرز النفايات من جهة ومعالجتها من جهة أخرى. وللتعرف على اضرار كل نوع من انواع البلاستيك وارقامها، يمكن العودة الى موضوع الزميل فادي نصار بعنوان “العبوات البلاستيكية تقتلنا .. فهل من بدائل؟”.  

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This