توصل المؤتمر الدولي الرابع للإدارة الكيميائية، الذي عقد مؤخرا في جنيف – سويسرا، إلى قرارات هامة في العديد من القضايا التي كانت على جدول أعماله. ومن أهم هذه القضايا الرئيسية، الإدراة السليمة بيئيا للمواد الكيميائية في مرحلة ما بعد العام 2020، تاريخ انتهاء العمل بـ”النهج الاستراتيجي للإدارة الدولية للكيماويات SAICM”، وقضايا السياسات الناشئة، المتعلقة بالرصاص في الطلاء، والنفايات الكهربائية والإلكترونية، ومواد النانو، والمواد المخلة بالغدد الصماء، والمبيدات شديدة الخطورة، والقضية الجديدة المطروحة بشأن المواد الثابتة الصيدلانية في البيئة. وبحث كذلك المسائل المتعلقة بالعمل على تحقيق الأهداف الموضوعة حتى العام 2020، الخاصة بتقليص المخاطر الكيميائية، خلال دورة حياة المواد الكيميائية، على البيئة والصحة البشرية. تخللت المؤتمر اجتماعات على مستوى رفيع لممثلي الدول، تم خلالها تجديد الإلتزام بمستقبل آمن كيميائيا على الصحة والبيئة والنمو الاقتصادي. وتم التصديق على قرارات هامة تتعلق بالقضايا السياسية الناشئة، والمبيدات شديدة الخطورة، والإدارة السليمة بيئيا للكيماويات والنفايات لمرحلة ما بعد 2020، إضافة لقرارات أخرى تتعلق بعمل السكرتاريا والموازنة. وكان هذا المؤتمر الرابع، الفرصة الأخيرة لاتخاذ قرارات بشأن تنفيذ أهداف “النهج الاستراتيجي”، وكذلك اتخاذ الإجراءات الضرورية، التي تعنى بالإدارة السليمة بيئيا للكيماويات في مرحلة ما بعد 2020. ومن جهة أخرى في ما يتعلق بالأهداف الجديدة المقرة حديثا، والمتعلقة بـ”أهداف التنمية المستدامة”. ومن أهم المقررات الإيجابية للمؤتمر، إضافة للقضايا التي تم ذكرها، هو التقدم الذي تحقق في وضع مسألة “المواد الصيدلانية الثابتة الملوثة للبيئة” على طريق اعتمادها “قضية سياسية ناشئة”. وتم أخذ كل المعطيات والنتائج والدراسات المحققة حتى الآن حول هذه المسألة بالجدية اللازمة. والتوصية باتخاذ كل الإجراءات الآيلة إلى إدارة الملوثات الصيدلانية، المتولدة عن صناعة الأدوية والعقاقير، وعن المياه المبتذلة، التي تحتوي على تراكيز ملحوظة وهامة من المواد الصيدلانية، وكذلك عن الإدارة غير السليمة بيئيا للأدوية والعقاقير غير الصالحة للاستعمال. وهذا ما يهدد مياه الشرب، ومختلف الأوساط البيئية، بتأثيراتها الضارة على الحياة البرية واستقرار المنظومات البيئية، البرية منها والمائية العذبة والبحرية، وتهديد التنوع الحيوي، وما يمكن أن يتطور ليشكل مخاطر محتملة على الصحة البشرية، إذا لم تتخذ إجراءات الحد من هذا النوع من التلوث البيئي اليوم قبل الغد. إن الاعتراف الرسمي بهذه القضية السياسية الناشئة، شكل واحدا من المنجزات الإيجابية للمؤتمر الرابع.
