متابعة – سلام ناصر دق علماء المناخ والعلوم الطبيعية ناقوس الخطر، وحذروا من زوال الشعب المرجانية في محيطات العالم، وعزوا السبب إلى ارتفاع درجات الحرارة تحت الماء نتيجة تغير المناخ، وسط توقعات بتأثر نحو 38 بالمئة من الشعب المرجانية بحلول نهاية العام الجاري (2015)، وزوال خمسة بالمئة منها وإلى الأبد، لكن الأمور ستكون أكثر سوءا في العام 2016 بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية ودرجة حرارة المياه. ويعتقد منسق البرنامج القومي الأميركي للمحيطات وإدارة الغلاف الجوي للشعاب المرجانية الدكتور مارك ايكين Mark Eakin، أن هذه هي الكارثة التي يخشى وقوعها منذ أول ابيضاض عالمي عام 1998. وقال الدكتور ايكين لصحيفة “الغارديان” The Guardian البريطانية: “حقيقة إضافة ابيضاض عام 2016 إلى الابيضاض الذي حدث منذ حزيران (يونيو) 2014 تجعلني شديد القلق بشأن التأثير التراكمي، بحيث ستكون هذه أسوأ فترة نراها من ابيضاض الشعب المرجانية، وكان هناك اثنان من الأحداث العالمية لابيضاض الشعب المرجانية في حوض المحيط ما عامي 1998 و2010”. وأفاد مدير معهد التغير العالمي في جامعة “كوينزلاند” في أستراليا البروفسور أوف هوغ غولدبرغ Hoegh-Guldberg Ove أن “المحيط حاليا يستعد لأسوأ حالة ابيضاض للشعب المرجانية في التاريخ، حيث يبدو تطور الأوضاع في المحيط الهادئ شبيها بما حدث عام 1997، وبعدها كان لدينا سنة حارة للغاية مع حدوث أضرار في حوالي 50 دولة على الأقل، ما أدى إلى زوال 16 بالمئة من الشعاب المرجانية بحلول نهاية العام، ويعتقد الكثير منا أن هذا الخطر ربما يفوق الخطر الذي حدث عام 1998”. تحذير من موت الشعب المرجانية وبعد تأكيد الضرر على نطاق واسع في منطقة البحر الكاريبي هذا الشهر، أعلن الاتحاد العالمي لعلماء الشعب المرجانية عن حدوث الابيضاض الثالث عالميا، وحذر من موت الشعب المرجانية ما لم تبذل الجهود لتقليل انبعاثات الكربون الحادة. ولفت الاتحاد إلى أن العالم خسر ما يقرب من نصف الشعاب المرجانية منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي. وأكد غولدبرغ أن “حدوث الابيضاض الحالي يؤكد التوقعات التي تنبأ بها عام 1999 بشأن استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، والذي من شأنه أن يؤدى إلى خسارة كاملة للشعاب المرجانية بحلول منتصف هذا القرن”، وأشار إلى أنه لاحظ “العلامات الأولى للابيضاض على الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا خلال الأسبوعين الماضيين، قبل أشهر من بداية الموسم الحار”، موضحا أن “نمط درجات الحرارة المرتفعة يشير إلى تأثير الابيضاض على 50 بالمئة من الشعاب المرجانية، مع ترك ما يتراوح بين 5 إلى 10 بالمئة من الشعاب ميتة”. أما ايكين فأشار إلى أن “رؤية ابيضاض الشعاب المرجانية في هذا الوقت من العام يعتبر يثير القلق”. وشدد غولدبرغ على أنه “يجب علينا بذل جهود مضاعفة لتقليل الخطر على الشعاب المرجانية”، وقال “أصبح الأمر مثل المريض في المستشفى، فإن أصبت بمرض مزمن فتصبح أكثر حساسية للإصابة بأمراض أخرى، وإذا كنت ترغب في الشفاء فيجب عليك محاربة كل الأمراض”. تأثير مدمر على 500 مليون شخص ولا يتمثل الفرق بين حدث الابيضاض هذا والأحداث الأخرى في أقصى درجات لحرارة سطح البحر، ولكن أيضا المدة التي يستمر فيها الابيضاض، ويمكن أن تتعافى الشعاب المرجانية من آثار الابيضاض في حالة انخفاض درجة الحرارة، ولكن بعد شهر أو أكثر تموت الكائنات الحية التي تبنت هذه المدن الملونة من الشعاب، بحسب صحيفة “الواشنطن بوست” The Washington Post . وبيّن الدكتور ايكين أن هذا ليس حدثا كبيرا، لكنه أكثر استمرارا عن غيره من الأحداث بما في ذلك حدث عام 1998، ويستمر الابيضاض لفترات أطول من شهر في مناطق عدة مثل هاواي وغوام وكيريباتي وفلوريدا، وتعتبر الشعاب المرجانية موطنا لمكافحة التنوع البيولوجي، وفي 0.1 بالمئة من المحيطات تتغذى على الشعاب 25 بالمئة من الأنواع البحرية في العالم، ويعتبر تأثير هذا مدمرا على 500 مليون شخص يعتمد على الشعاب المرجانية في غذائهم وكسب الرزق، ولن يلاحظ أثر هذا بشكل فوري، ولكن على مدار الأعوام المقبلة عندما تغادر أنواع الأسماك أو تموت. وأردف هوغ غولدبرغ: “الأمر حقا يؤثر على السياحة وصيد الأسماك، ولكن لا زال هناك أمل إذا تصرفت الحكومات بشكل فوري للحد من الضغوط العالمية والمحلية على الشعاب، إذا اتخذنا إجراءات قوية بشأن الانبعاثات والقضايا غير المناخية مثل الصيد الجائر والتلوث ستنتعش الشعاب بحلول منتصف إلى أواخر القرن”. الصور عن “الواشنطن بوست”