يعرف الوسواس القهري بأنه فكر متسلط وسلوك جبري، يظهر بتكرار لدى الفرد ويلازمه ويستحوذ عليه ولا يستطيع مقأومته، رغم وعيه بغرابته وعدم فائدته، ويشعر بالقلق والتوتر إذا قأوم ما توسوس به نفسه، ويشعر بإلحاح داخلي للقيام به.

والوسواس القهري هو إيمان المرء بفكرة معينة تلازمه دائما وتحتل جزءا من الوعى والشعور مع اقتناع المريض بسخافة هذا التفكير، وتكون هذه الفكرة قهرية، أي أنه لا يستطيع إزالتها أو الانفكاك منها، مثل تكرار وترديد جمل نابية، أو تكرار نغمة موسيقية أو أغنية تظل تلاحقه وتقطع عليه تفكيره بما يتعب المصاب، وأحيانا قد يؤذي المصاب نفسه جسديا كالمصابين بمرض هوس نتف الشعر، وقد تحدث درجة خفيفة من هذه الأفكار عند كل إنسان خلال فترة من فترات حياته، ولكن الوسواس القهرى يتدخل ويؤثر في حياة الفرد واعماله الاعتيادية وقد يعيقه تماما عن العمل.

; أسبابه 

تلعب الوراثه دورا هاما، حيث يظهر الوسواس القهري في عائلات بأكملها، ومن ثم هناك التنشئة الاجتماعية الخاطئة والتربية الصارمة والقسوة، وتعرض الفرد لإحباطات مستمره وفقدان الشعور بالأمن مما يترتب عليه الشعور بالخوف وعدم الثقه.

; أعراضه

الاعراض هي أفكار وتخيلات متكررة مرارا، عنيدة ولا ارادية، أو دوافع لا إرادية تتسم بأنها تفتقر إلى اي منطق، هذه الوساوس تثير الازعاج والضيق عادة، عند محاولة توجيه التفكير إلى امور اخرى، أو عند القيام بأعمال اخرى، وتتمحور هذه الوساوس، بشكل عام حول موضوع معين، مثل الخوف من الاتساخ أو التلوث، الحاجة إلى الترتيب، رغبات عدوانية جامحة، أفكار أو تخيلات تتعلق بالجنس.

علاج الوسواس القهري

علاج الوسواس القهري عملية معقدة وغير مضمونة النجاح في جميع الحالات، وفي بعض الاحيان، قد تكون هناك حاجة إلى علاج متواصل يستمر مدى الحياة. ومع ذلك، يمكن ان يكون علاج الوسواس القهري مفيدا في مساعدة المريض على التعامل مع الاعراض، مواجهتها ومنعها من السيطرة على مجريات حياته. هنالك نوعان اساسيان متبعان في علاج الوسواس القهري، ويختلف العلاج الافضل والانجع لاضطراب الوسواس القهري تبعا للمريض نفسه، وضعه الشخصي وتفضيلاته، وغالبا ما يكون الدمج بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي ناجعا جدا. أما بالنسبة للعلاج النفسي لاضطراب الوسواس القهري، فالطريقة العلاجية المسماة “المعالجة المعرفية” (الادراكية) السلوكية هي الاكثر نجاعة في معالجة اضطراب الوسواس القهري، بين الاطفال والبالغين على حد سواء.

الأدوية المعالجة

هناك مادة تم اكتشاف تأثيرها العلاجي القوي متأخرا، وهي مادة الإنوسيتول، وهي تعد من مجموعة فيتامينات (ب).

وقد أكدت دراسات عدّة منها دراسة حديثة نشرت في المجلة الأميركية لعلم النفس أن مادة الإنوسيتول أثبتت فاعلية في علاج مرض الوسواس القهرى مثيلة على أقل تقدير لفاعلية أدوية مثبطات اعادة سحب السيروتونين الاختيارية مثل بروزاك ولوفوكس، ولكن بدون أي أعراض جانبية كتلك المصاحبة لهذه الأدوية. وتُبرز الدراسة أن التأثير العلاجي لهذه المادة يكمن في قدرتها على اعادة الحساسية والعمل إلى مستقبلات السيروتونين في المخ، ولكن تشير دراسات أيضا إلى أن الإنوسيتول فعال في علاج غالبية مرضى الوسواس القهري وليس جميعهم، نظرا للاختلافات في التكوين الكيمائي للمخ.

إحدى المشاكل التي تصادف أهل المريض هي كيفية مقابلة المرض، فهناك من يحاول مقابلة المرض بالعقلانية، وآخر بالغضب، وآخر باليأس وهكذا، ولكن المشكلة أن محاولة العلاج بهذه الطرق قد يفاقم المشكلة، وليس هناك أسوأ من محاولة التصدي للفكرة في رأس المريض والجدال معه، فالمجادلة لا تجدي، فليس هناك مجادلا محنكا قدر ما هو موجود في رأس المريض، فما أن يحاول أهل المريض بطريقة لفهم الوسواس إلا واستجاب الوسواس بطريقة خبيثة وازداد قوة. لذلك من الضروري أن يعرف الأهل الطريقة الصحيحة للتعامل مع المريض، والأهم أن لا ييأس أهل المريض فينتهي المطاف إلى الطلاق أو الهجر أو الخلاف أو ما أشبه، خصوصا وأن بعض المرضى قد يصل الحال بهم إلى أن يفقدوا أعمالهم، وقد يفقدون الأصدقاء وبذلك تنقطع حياتهم الاجتماعية.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This