اختارت الكنيسة الكاثوليكية في شتى أرجاء العالم دعم الجهود الدولية لمواجهة التحديات على مستوى تغير المناخ، في خطوة لها دلالاتها وسط ما يتهدد الكوكب من كوارث ناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، بعد أن باتت قضية المناخ مرتبطة بوجود الانسان ومستقبل الأجيال الطالعة، وأكبر من تركها في عهدة صانعي القرار في العالم وراسمي ومهندسي سياسات الدول واقتصاداتها. وجاء النداء المشترك لزعماء الكنيسة الكاثوليكية الموجه أمس إلى مؤتمر باريس للمناخ (COP21)، حاملا هواجس ممثلي أكثر من مليار ومئتي مليون نسمة حول العالم حيال تغير المناخ، وتضمن في فقرته الأهم الدعوة للتوصل إلى “اتفاق قابل للتطبيق للقضاء على ظاهرة الاحتباس الحراري”. وبدا النداء الموقع من زعماء الكنيسة الكاثوليكية من الكرادلة والبطاركة والأساقفة في الفاتيكان، بمثابة صرخة تقصَّد الموقعون عليها أن يصل صداها إلى أروقة المؤتمر في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، خصوصا وأنه اعتبر أن على هذا الحدث العالمي أن يعالج مشكلة العدالة الاجتماعية، وأن تتسم أي اتفاقية يتوصل إليها بالنزاهة وأن تكفل عدم إهدار حقوق الفقراء والمهمشين. وجاء النداء أيضا حاسما في دعم رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، واستجابة لما تضمنه خطابه التاريخي الذي ألقاه في حزيران (يونيو) الماضي، وطالب فيه باتخاذ إجراء عاجل لإنقاذ كوكب الأرض من الدمار البيئي، ووضع النداء حدا لما راهن عليه كثيرون لجهة إحداث انقسام داخل الكنيسة الكاثوليكية، لا سيما بعد سيل من الانتقادات تعرض لها البابا فرنسيس وصل بعضها إلى حد دعوته إلى ترك قضية المناخ والتفرغ لشؤون الكنيسة، خصوصا من جانب بعض المحافظين في الكنيسة الكاثوليكية. وارتكز النداء – الوثيقة التي تقع في عشر نقاط الى الخطاب البابوي، ووضع من جديد الكنيسة الكاثوليكية في صدارة المشهد الذي يبحث في أسباب تغير المناخ، وأكد أن “الأدلة العلمية الموثوق فيها تشير إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري هي نتاج “لأنشطة بشرية جامحة”، ونماذج حالية للتقدم والتنمية والاعتماد المتزايد على الوقود الأحفوري (النفط والفحم)، في وقت يجادل المشككون في تغير المناخ بأن دور الانسان في زيادة درجة حرارة الكوكب لا تعضده براهين قاطعة! ووقع على الوثيقة زعماء للكنيسة الكاثوليكية من الهند وأوروبا وكولومبيا ولبنان وأنغولا والولايات المتحدة الأميركية وكندا وبابوا غينيا الجديدة، وناشدت الوثيقة مؤتمر باريس ان يضع في حسبانه ليس مجرد الجوانب الفنية لتغير المناخ لكن أن يعالج “على وجه الخصوص الأبعاد الاخلاقية والمعنوية”.    

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This