د. أكرم سليمان الخوري

يعد الانسان الكائن الفعال الذي يؤثر، من خلال أنشطته، تأثيراً كبيراً في البيئة سلباً أو إيجاباً، مما يبين أهمية إعداده وتربيته بيئياً، ثم إن القوانين البيئية التي تحكم العلاقات بين مكونات البيئة لا تقبل التغيير، بينما يقبله السلوك الانساني لأنه يتشكل بالتعلم والتربية. إن المعرفة الشاملة بعمليات القوانين الطبيعية وبالمشكلات البيئية من شأنها أن تسمح بتجنب السياسة العشوائية في استثمار الموارد البيئية.
على الرغم من أهمية التشريع البيئي وقوانين حماية البيئة في منطقتنا العربية، فإن الكثير من الناس يسيئون إلى البيئة من نواح عديدة (رمي الفضلات في غير أوقاتها أو أماكنها، ضوضاء عن قصد، رعي جائر، سرقة أخشاب، إشعال نار في الغابات… إلخ)، حيث تجد مجموعة متنفذة من الأفراد ترى نفسها فوق هذه القوانين (ثقافة تطبيق القانون). فالقانون بمفرده لا يكفي، ولا بد من وجود رادع داخلي ينمو بالتربية منذ الصغر، فبالتربية يكتسب الانسان المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي تساعده على التعامل العقلاني الرشيد مع الموارد البيئية.
تسهم التربية البيئية في الحد من المشكلات البيئية، وذلك عن طريق اكتساب الوعي والتفاعل مع البيئة ومشكلاتها، وبناء المواطن الايجابي الواعي لمشكلات بيئته، بالإضافة إلى تزويد الأفراد بالمعرفة التي تساعد على اكتساب فهم أساسي بالبيئة الشاملة ومشكلاتها، وضرورة المساهمة في وضع الحلول الملائمة للمشاكل البيئية المختلفة، فالتربية البيئية تعتبر رسالة سامية من خلال أهدافها ووسائلها تجاه الانسان، وعلينا أن نوظفها في منطقتنا العربية لأنها تسعى إلى الحفاظ على الانسان والحياة بعد أن كادت تفقد الكثير من الطبيعة نضارتها وجمالها.
ويدرك الانسان ضرورة أن يتبع منهجا يكون دافعا للعمل داخل بيئته فيعتبرها صديقه الوفي، وما أعظم ما قاله جان جاك روسو الذي خاطب الانسان المتعب والذي أنهكته مصاعب الحياة “عد إلى الطبيعة واستلقِ في أحضانها”، نعم يجب أن نعود إلى الطبيعة، ونكون أوفياء لها، وهذا يتطلب الالتزام بأخلاقيات تربوية تجاه البيئة لكي نشعر بالهدوء والامان.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This