ما ساقه وزير التربية الياس بو صعب في رده على وزير البيئة محمد المشنوق بعد قراره إقفال محرقة ضهور الشوير “يؤسفني إعلامك بان الشمع الأحمر فقد من الاسواق بعد موسم الأعياد المجيدة، الرجاء المحاولة العام المقبل”، لا يعدو كونه نكتة سمجة، تؤكد أن وزير “التربية” المغيبة بشفاعة ومضمون رده، لا ينتمي إلى دولة القانون والمؤسسات، فالردُّ إياه يعني أن معاليه يغرد في فضاء مزرعة الطوائف والمحاصصة.
الوزير السابق فادي عبود، كان اكثر حده في رده، وهدد الوزير الشمنوق قائلا:” ما تتمرجل على ضهور الشوير يا ما غيرك جرب، نحنا مش هينين واللي عندو ركاب قوية يفرجينا، واللي بدو يحط إصبعه بعيني بدي حط إصبعي بعيونو التنين والمحرقة باقية”.
في المقابل رد المشنوق على بو صعب بتغريدة عبر تويتر فقال ” يدرك الزميل وزير التربية الياس بو صعب أن مخاطر المحرقة أولا على بلدته ضهور الشوير وأهلها ، وإذا كنا حريصين على وقف العمل بها فمن المستغرب أن يكون رد وزير التربية خارجا عن القانون بينما وزارته هي المسؤولة عن تعزيز ثقافة احترام القانون.
يوم فشل وزير البيئة في إدارة ملف النفايات كنا أول من انتقد، منحين الشخصي لصالح العام، وقلنا كلمتنا على حدِّ السيف، وكنا أول المطالبين باستقالته، أما اليوم، فليسمح لنا وزير التربية، فأن يغرد عبر حسابه على موقع “تويتر” ضاربا عرض الحائط بقرار وزارة منوط بها حماية المواطنين والسهر على سلامتهم، فهذا أمر يستدعي وقفة تأمل.
لقد نعى بو صعب الدولة، ساعة مارس نوعا من التعبير السياسي ذكرنا بزمن الميليشيات، ولا يرقى إلى مستوى ما يمثل من موقع، وهو تربوي حقق نجاحات في هذا الحقل.
أما السخرية يا معالي الوزير، فتذهب بالجد وتفقد صاحبها الهيبة، فكم بالحري إذا كان مسؤولا في سدة وزار التربية؟
وأن يعتبر معاليه أن الشمع الأحمر مفقود من الأسواق، فهذا قمة الهزل، وسابقة تسجل عليه، إلا إذا ارتضى أن يمعن في سرد الطرف والنوادر، علنا نتسلى ونزجي الوقت على “تويتر” وسائر مواقع التواصل الاجتماعي.
اما الوزير عبود فقد أضاع بدوره رصيدا لحظة انحدر إلى ما نأنف أن يصل إليه، في حين كان من المفترض أن يلجأ إلى المؤسسات القضائية، وهي وحدها الجهة المخولة البت في قرار وزير البيئة الأخير.
