سلام ناصر

يحتفل العالم اليوم في الثاني من شباط (فبراير) بـ “اليوم العالمي للأراضي الرطبة” تحت عنوان “الأراضي الرطبة لمستقبلنا… سبل العيش المستدامة”، بهدف التأكيد على أهمية الأراضي الرطبة باعتبارها ثروة اقتصادية واجتماعية وبيئية، تؤمّن الفوائد للأجيال الطالعة في حال إدارتها على نحو مستدام.
تعتبر هذه الاتفاقية الدولية المعنية بحماية الأراضي الرطبة والمعروفة بـ “إتفاقية رامسار” Ramsar أقدم اتفاقية عالمية في مجال البيئة، وتم التوقيع عليها في الثاني من شباط (فبراير) عام 1971 في مدينة رامسار الايرانية (جنوب بحر قزوين)، ولهذا تم اعتماد هذا اليوم من قبل الامم المتحدة على انه “اليوم العالمي للأراضي الرطبة”، وتهدف الاتفاقية إلى جماية مآلف للطيور المائية، عبر “حماية الاراضي الرطبة واستخدامها الرشيد عبر المبادرات الوطنية والتعاون الدولي كسبيل لتحقيق التنمية المستدامة في أنحاء العالم”.
يوجد حالياً 160 طرفاً ملتزماً بالمعاهدة مع 2000 موقعاً على مساحة 200 مليون هكتاراً، والاراضي الرطبة التي يراد حمايتها هي البحيرات الطبيعية والاصطناعية، الانهار والمستنقعات الموسمية والدائمة وما شابه ذلك، خصوصا مواطن عيش وتكاثر الطيور المائية.

التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري

والاراضي الرطبة هي كل وسط تغمره المياه كليا أو جزئيا، أو فيه نسبة من المياه أو رطوبة يكون ذلك خلال كامل السنة أو لفترة مؤقتة، وهي أوساط حيوية وهامة جدا لبعض الكائنات الحية، تستقطب الطيور المائية المهاجرة التي تعبر القارات، كما أن الأراضي الرطبة ليست بالضرورة طبيعية، ويمكن أن تكون اصطناعية من صنع الانسان.
كما أن الاراضي الرطبة هي الرئة الحقيقية لكوكب الأرض، كونها تضم تنوعا كبيرا جدا من الكائنات الحية، سواء النباتية أو الحيوانية أكثر مما تحتويه أيّ نظم بيئية أخرى، ولذلك يعتبر دورها مهما في الحفاظ على التوازن البيولوجي المطلوب، فضلا عن مساهمتها الايجابية في التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ساعد وجود البحيرات على توفير كمّ هائل ومتنوع من الحياة الحيوانية والنباتية، إذ يمثل القاع الطيني للبحيرات مقراً مناسباً لأنواع عديدة من الديدان والحشرات، كما أن الجذور المتشابكة للأعشاب المائية والطحالب توفر مكاناً آمناً لتكاثر الأسماك والضفادع وطيور الماء بالإضافة إلى عدد من الثدييات التي تعيش وتتغذى على النباتات المحيطة في هذه البيئة، وقد تجف جيوب الماء الضحلة في بعض الأوقات بين العام، وفي أثناء ذلك تبقى الحيوانات التي تعيش فيها على قيد الحياة، إما عن طريق الدخول في مرحلة من السبات، أو عن طريق قيامها بالانتقال إلى جيب مائي آخر.

الأراضي الرطبة في لبنان

في لبنان ثمة أربعة مواقع مصنفة ضمن اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة، وهي: محمية شاطئ صور الطبيعية (380 هكتاراً)، موقع رامسار رقم 980 (16/4/1999) أرض رطبة ذات أهمية دولية.
مستنقع عميق (280 هكتاراً)، موقع رامسار رقم 978 (16/4/1999) أرض رطبة ذات أهمية دولية.
رأس الشقعة موقع رامسار رقم 979 (16/4/1999) أرض رطبة ذات أهمية دولية، ومحمية جزيرة سنني وجزيرة رامكين وجزيرة النخل (420 هكتاراً).
ويعتبر مستنقع عميق من أكثر الأراضي الرطبة في لبنان غنىً في التنوع البيولوجي، ويشمل حقولاً خصبة من البقاع الغربي، والتلال الصخرية والعشبية، والغابات الغنية بالبلوط التي تصل الى مرتفعات الباروك.
ويصنف مستنقع عميق كأحد مواقع رامسار في منطقة الشرق الأوسط، وكموقع هام للطيور في المنطقة. وهو واحد من أفضل الأماكن لرؤية الطيور البرية. ويشتهر بشكل خاص بسبب هجرة المجموعات الكبيرة من اللقالق البيضاء، البجع، النسور، الصقور والطيور المائية عبره خلال مواسم الهجرة، كما أنه موطن للطيور المقيمة، والطيور التي تتكاثر في الصيف، وزوار الشتاء. بالإضافة الى الطيور، هناك الزواحف والثدييات والفراشات، واليعاسيب، والبرمائيات، والأسماك والزهور.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This