الفن في عُرف الممثل ليوناردو دي كابريو ليس ترفا، بل هو قضية، وقمة النضال أن يُسَخِّرَ الفنان موقعه وحب الناس له لإيصال قناعاته للجمهور، إن كان من خلال ما يعلن عنه من أفكار ومواقف في مناسبات عامة، وإن لجهة توظيف قناعاته في عمل فني، خصوصا وأن دي كابريو قاد حملات عدة للحفاظ على الحياة البرية. لم يقتصر تحرك الممثل الأميركي على إطلاق المواقف فحسب، بل تبرع بمبالغ كبيرة لقضايا بيئية، وهو يعتبر أن “تدمير كوكبنا مستمرّ”، وأسس عام 1998 “جمعية ليوناردو دي كابريو” لحماية الأرض والأجناس المهددة بالانقراض، ولم يكن من قبيل الصدفة تعيينه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “رسول سلام” لشؤون تغيّر المناخ، بعد أن أعلن التزامه بحماية كوكب الأرض منذ مدة طويلة، وساهم في التعبئة لمكافحة تغيّر المناخ. ولم نفاجأ بانتقال ليوناردو دي كابريو مؤخرا إلى عالم الإنتاج، مع فيلم جديد سيشارك فيه بالتعاون مع جنيفر دافيسون Jennifer Davison، مقبتس عن كتاب كايلا أولسون Kayla Olson، وسيحمل عنوان “The Sandcastle Empire”.
Wolf pack
الفيلم سيأخذنا في رحلة المستقبل البعيد، وتحديداً إلى العام 2049 عندما سيؤثر التغيّر المناخي على الأرض ويقودها إلى شفير الهاوية ويهدّدها بالإنهيار، بعد أن تُضعف الفيضانات والإكتظاظ السكاني مجتمعات بأكملها وحكومات برمّتها، وتتركها وحيدة بلا عونٍ أو مساعدة، إلى أن تقرّر إحدى الفصائل الراديكالية المعروفة باسم “Wolf pack” الإستفادة من هذا الموضوع والسعي إلى إسقاط الحكم الذي يسيطر عليها.
وفي هذه المستعمرة تتواجد “إلدن” وهي شابة محتجزة في معكسر العمل في Wolf pack، تقرّر بعد أن أُطلق سراحها الإنضمام إلى ثلاث فتيات يحاولن الرحيل والإختباء في إحدى الجزر، ولكن في طريقها إلى هناك، ستكتشف هذه الفتاة أدلّة حول والدها المفقود، والمفتاح الذي عليها استخدامه من أجل إسقاط الفصيلة والحكم الذي تفرضه على بلادها.
قصّةٌ خيالية
إنها قصّةٌ خيالية بعض الشيء لا شك في أنّ نجم “Inception” متحمّسٌ جداً لتجسيدها على أرض الواقع، كيف لا؟ وهذه القصّة تستند أصلاً إلى الموضوع الأحب على قلبه وهو التغيّر المناخي الذي يسعى بكل الأساليب والطرق إلى إيجاد حلولٍ له، وهي مشكلة تبنّاها منذ سنوات من خلال مؤسسته الخيرية التي ترمي إلى المحافظة على البيئة، كونها تشكّل أهمية كبيرة لحياة الإنسان، وهو الموضوع الذي ساهم في جعله يتصدّر العناوين الأولى عندما التقى البابا فرنسيس في الفاتيكان الأسبوع الماضي.
زيارةٌ أتت ليتشارك الرجلان هذا الهم الذي يطاول البشرية والكوكب بأكمله، زيارة نقلتها الوسائل الإعلامية كلّها وقام خلالها الممثل الهوليوودي البالغ من العمر 41 سنة، وأهدى الحبر الأعظم لوحة حديقة المسرات الدنيوية للفنان العالمي الشهير هيرونيموس بوش، وهي التي تمثّل المدينة الفاضلة التي نعيش فيها والمشاكل التي للأسف الشديد بدأت تهدّد بزوالها.
من ناحية أخرى، يذكر أنّ بطل “Titanic” ينتظر اليوم وبفارغ الصبر حفل جوائز الأوسكار الذي ترشّح فيه عن فئة أفضل ممثل بفضل فيلمه “The Revenant” هو الذي سبق وفاز في حفل الغولدن وحفل SAGA!