تحفيز الأطفال على حماية البيئة … اكتشاف الطبيعة المدرسة الاولى

حماية البیئة والحفاظ علیھا واجب على كل شخص، مھما كان عمره، بالتالي يجب على كل أب وأم تحفیز الأطفال للحفاظ على البیئة وحمايتھا وغرس ھذه القیم بداخلھم منذ نعومة أظافرھم.
الخطوة الاولى لتحفيز الطفل على حماية البيئة تكون من خلال تعليمه كيف يستمتع بالمناظر الطبيعية واكتشاف الكائنات، اذ كیف سیفھم الطفل أھمیة الطبیعیة وضرورة الحفاظ علیھا إن لم يُدرك معناھا في الأساس ؟
في هذه الرحلة يكتشف ابني ارنستو ملامح فصل الربيع الذي حل باكراً جداً هذا العام، تماماً كما يحصل منذ ما يزيد عن عشرة اعوام وذلك بفعل تغير المناخ. كما امكنه التعرف الى عدد من النباتات والازهار والحشرات وتقفي اثر عدد من الثديات.

النباتات الطبية
اكتشف في هذه الرحلة في غابة قريبة من منزله في بلدة بشامون في لبنان، مجموعة من الازهار بينها ازهار ونباتات طبية. ومن المعلوم ان لبنان يزخر بمئات انواع النباتات والازهار، وأتاحت الدراسة الإيكولوجية للنباتات الطبية في لبنان، إعداد قائمة بـ 236 نوعاً موزعة في مختلف مستويات النباتات المعروفة، نذكر منها: ختميّة، دردار، قنطريون، غبرة، سورنجان، لبلاب، شبرق، قصعين، ندغ، سلبين مريمي، بلوط الأرض، قصبة الراعي، ناردين مخزني، حشـيشة أبو شيح، اناغلس الحقول، خزامى اسطوخودس، كف الدب، اخيلية، بربريس، أقحوان اكليلي، قثاء الحمار، طيون، عشبة البواسير، وزّال، شقـيق، خروع، قبوع الراهب، عنصرة، جزر بري، بابونج، كعب الغزال.
أما النباتات التي تدخل في قائمة المطبخ اللبناني فهي: عريشة، قرنفل قرطاجي، هندبا برية، زعفران، قرصعنة، عكّوب، حمّيضة، صنّاريّة، شوفان، عريشة، مردقوش والصعتر.

الحشرات
في الرحلة ايضاً اكتشف عشرات الحشرات النشطة في طقس ربيعي دافئ غير معتاد في منتصف شهر شباط. ولان الغابة التي زارها قريبة من اماكن السكن، بدت متاثرة بشدة من جراء انشطة الانسان. قطعت العديد من الأشجار تماما ، وزادت الحرائق، مما حد من كثافة الغطاء الحرجي. في الواقع ، فيما عدا جوانب التلال الحادة التي يتعذر الوصول اليها ، قلت نسبة غابات الاشجار الطبيعية.
عند المشي في الغابة سيفاجئك الروائح العطرة واشواك العديد من النباتات. تساعد هاتان الصفتان على حفظ الماء والحماية من الرعي. تأخذ الازهار البرية في لبنان حيزا لنفسها حيث يصل الضوء اليها اكثر من وصوله الى تحت الاشجار، ومع حمايتها من جفاف التربة للتلال القاحلة يمكن ايجاد مئات الزهور، مثل: ميشكسية جويسية، حاجبية سنتس، السوسن، عوصلان، وشقائق النعمان. مع وافر الورود تزدهر الحشرات، وبالتالي كانت الغابة المكان الافضل للبحث عن الفراشات والنحل البري وغيرها من الحشرات.كما امكن العثور على السرعوف رغم انه يموه نفسه بحسب محيطه من النباتات، ويبقى بلا حراك لفترات طويلة مترقب فريسته من الحشرات.

الثديات لم تختف لكنها نادرة
كما تمكن خلال الرحلة من تقفي اثر روث الثعالب وغيرها من الثديات، واستطاع التعرف على ريش النيص الذي يعد من الحيوانات المهددة بالانقراض في لبنان، وتعرف أيضا بـ (الشياهم) و (النياص)، وتعرف بالانكليزية بـ Porcupine، وهي حيوانات مستوطنة وتنتمي الى بيئة لبنان، وتساهم في مساعدة المزارعين في التخلص من الأعشاب الضارة، وهي تمثل حلقة مهمة من السلسلة الغذائية والنظم الايكولوجية في الطبيعية.
سأل ارنستو عن سبب وجود ريش النيص في الارض، فكانت مناسبة لاخباره عن ميزة هذا الحيوان وطريقة دفاعه عن نفسه من خلال ابراز ريشه لمنع الحيوانات الاخرى من افتراسه.
والنيص كما غيره من الحيوانات ينسج المواطنون حوله الكثير من المرويات لا تمت إلى العلم بصلة، كأن يرمي ويطلق ريشه على من يهاجمه كالسهام، وهذا الامر غير صحيح على الإطلاق. وما يحصل هو ان النيص عند ملاحقته من الكلاب والحيوانات البرية المفترسة ينفش ريشه ويقف فجأة امام ملاحقيه وخصوصا كلب الصيد، فيصطدم المهاجم بمؤخرة النيص التي تحوي عشرات الريش القاسية فتنغرز فيه، ويحدث أن تتساقط أعداد من الريش يراها المواطنون نهارا ويظنون أن النيص رمى بها أعداءه، ولا سيما منها الكلاب والحيوانات المفترسة.

دودة الصندل تفتك بالصنوبر

خبرة الطفل وعلاقته بالعالم من حوله ما زالت محدودة إلى حد كبیر، لو قدمت له المشاكل والأمور البیئیة بصورتھا
التي نعرفھا سیشعر بالرھبة والارتباك، بالتالي اختیار الكلمات المناسبة وطريقة عرض المشكلة مھمة جداً. على سبيل المثال اكتشف ارنستو في هذه الرحلة وجود الآلاف من دود الصندل التي تقتات اوراق الاشجار الصنوبرية. وامكنه بسهولة المقارنة بين اعدادها الوفيرة على الارض وفي الاشجار حيث بنت اعشاشها وتحولت الى آفة تهدد صنوبرات لبنان البرية بالزوال. ويعتبر شهر أيلول بداية رحلة فراشة «دودة الصندل» التي تضع بيضها على الأشجار الصمغية، وفي تشرين الأول تفقّس البيضة وتخرج منها دودة تقوم بنسج خيوط حول براعم أغصان الشجرة، ثم في شهري شباط وآذار تخرج الدودة من العش الذي نسجته، لتأكل أغصان الشجرة، وصولاً إلى التربة حيث تنسج شرنقة حول نفسها، يخرج منها بعد شهور فراشة جديدة لتبدأ العملية من جديد. وتساهم «دودة الصندل» في موت الشجرة ولها مضاعفات سلبية على صحة الإنسان إذ إنها تخلّف حساسية في العيون والبشرة وضيق في التنفس.