حسناء سعادة – السفير

مَن يلقي نظرة على الأحراج المنتشرة على طول الطريق الذي يربط اهدن بزغرتا وتحديداً من كرمسده حتى اجبع مروراً بايطو، يشعر بأن هناك كارثة بيئية وصحية تكاد تطال المنطقة وتؤدي الى يباس الاشجار الحرجية فيها بسبب دودة الصندل المنتشرة في هذه الأحراج.
للوهلة الاولى تبدو الاشجار وكأن أكياساً بيضاء علقت عليها، الا انه عند الاقتراب اكثر تتكشف الكارثة بفعل اليباس الذي بدأ يضرب هذه الاشجار التي لطالما ضربتها دودة الصندل في السنوات السابقة. الا انها هذه المرة تبدو كارثية، اذ لا تخلو شجرة من هذه الدودة التي تفتك بالاشجار وتنعكس سلباً على صحة المواطن من حيث انها تؤدي الى اصابة الانسان بضيق نفس وحساسية في العيون والبشرة ما يستدعي إجراءات سريعة لمكافحتها قبل استفحالها داخل الغابات لاسيما أنها الفترة المناسبة للمكافحة هذه الأيام.
في السابق، عمدت وزارة الزراعة بالتعاون مع الجيش اللبناني إلى رشّ المبيدات من خلال الطوافات العسكرية، وهذا إجراء عملي الا انه غير كافٍ وحده بسبب كثافة الشجر، ويجب ان يترافق برش للأحراج من قبل البلديات التي ستعمد الى اتخاذ هذا الإجراء في القريب العاجل على ما اكد رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني مخايل خير. ولفت الى ان وزارة الزراعة اعطت منطقة زغرتا مبيدات لمكافحة الحشرة الا انها غير كافية وان الاتحاد سيعمد الى استقدام المزيد من الادوية للمعالجة بالتعاون مع البلديات التي فيها احراج صنوبر والتي ضربتها دودة الصندل؛ معتبراً ان المشكلة تتخطى الضرر على الاشجار لتطال المواطنين الذين يسكنون بالقرب من الأحراج التي تتزايد فيها الاشجار المريضة بحيث يحمل الهواء الغبار الى المنازل ما يؤدي الى حساسية لاسيما لمرضى الربو.

صيد الطيور زاد المشكلة
وتقول المهندسة الزراعية السيدة ساندرا كوسا سابا إن المكافحة يجب ان تتم اما عبر الرش بالمبيدات او الرش بواسطة الطوافات بإشراف وزارة الزراعة او بتأمين المبيدات للبلديات بغية رش الاشجار، مشيرة الى انه من الحلول البداية في المكافحة إطلاق النار على الاكياس البيضاء على ان تتم بعدها معالجة الأشجار المريضة بقطع الأغصان المصابة وحرقها منعاً لانتقال العدوى الى الاشجار السليمة.
وتلفت سابا الى ان دودة الصندل تغزو اشجار الصنوبر على امتداد البلاد، الا ان اعدادها هذا العام تفوق المعتاد ما قد يشكل كارثة بيئية إذا لم تتم معالجتها بشكل فوري وسريع، كاشفة ان هذه الحشرة تبني اعشاشها في اشجار الصنوبر الجبلي والحرجي وتقوم بمضغ أوراق الصنوبر وصولا الى تعرية الاغصان، معتبرة ان بعض اسباب تزايد هذه الحشرة هو صيد العصافير لأن الصيد يقلص عدد المفترسات الطبيعية التي تلتهم الحشرات.
ويعتقد خبراء في شؤون البيئة أنه في حال لم تتم معالجة دودة الصندل بأسرع وقت ممكن قد تفتك باشجار الصنوبر على طول المنطقة الممتدة من كرمسده وايطو، لكون هذه الدودة استفحلت بسبب الطقس الربيعي وبسبب تكاثر الاشجار القريبة من الطرقات ويكشفون ان المعالجة السريعة قد تمنع امتداد الدودة نحو عمق الغابات الكثيفة في المنطقة وإلا قد يتحول الامر الى كارثة بيئية بامتياز.
آلاف الهكتارات من الاراضي الحرجية تحتاج الى مبادرة سريعة لمعالجة أشجارها التي يؤكد شهود عيان انهم للمرة الاولى باتوا يشاهدون اعشاش دودة الصندل على اشجار اخرى غير الصنوبر، ما يعني أن الضرر كبير وان اهمال المعالجة السريعة سيؤدي حتماً الى يباس الاشجار الحرجية كافة وكأن ما طال المنطقة من حرائق لا يكفيها حتى تأتيها دودة الصندل لتقضي على ما تبقى من اخضرار.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This