باسل ابو حمدان

 

انعشت عناصر اليونيفل والنزوح السوري، الأسواق الشعبية في المنطقة الحدودية، بحيث باتت تشهد اقبالا للعائلات السورية النازحة وعناصر اليونيفل من مختلف الكتائب، لتجد في بسطاتها ما يلائم ميزانيتها وظروفها الاقتصادية، نتيجة لتعدد وانخفاض اسعار معروضاتها مقارنة بالأسواق اللبنانية الأخرى.

هذه الأسواق تتوزع بين سوق الخيام، سوق الخان، سوق كفركلا وسوق الكفير، اضافة الى اسواق اخرى اصغر، تتوزع في العديد من القرى الحدودية، تحرص منذ القدم على عرض بسطات تجمع  بين الملبوسات، المكسرات، الخضار، الفاكهة، الحبوب اضافة الى المواشي.

النزوح السوري كما عناصر اليونيفل، أضفى على هذه الأسواق حركة مقبولة، فهم يجدون فيها متنفسا اقتصاديا يساعدهم على تدبر امورهم وحاجياتهم المعيشية، كما يجدون في هذه الأسواق مختلف الأصناف الشامية التي تعودوا عليها في بلدهم ايام العز، ومنها الملابس، البياضات، المحارم، مواد التنظيف، الأحذية، الأقمشة، عدا الحبوب والحلويات والمأكولات.

ابو سامر احد تجار سوق الخان أشار لـ greenarea.info الى ان النازحين السوريين باتوا يشكلون حوالي 70 بالمئة من حركة الزبائن وعددهم الى ازدياد، يتسوقون مختلف البضائع المعروضة، ومنها البطاطا والبصل والثوم والحشائش والتفاح والاجاص والسفرجل وبقية أصناف الفاكهة التي تنتج في القرى الحدودية، يضاف اليها مختلف أنواع الاقمشة والالبسة والخرضوات، وحتى الالبان والاجبان والادوية العربية والمواد التموينية والغذائية وأصناف المونة، فيما تركز عناصر اليونيفل على القطع الحرفية والأثرية والمصنوعات اليدوية”.

“الاسواق الشعبية هذه، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد، صمدت في وجه المؤسسات التجارية والاستهلاكية الكبيرة” يقول احمد حسين والذي يواصل ومنذ اكثر من 15 سنة عرض بسطة مكسرات في سوق كفركلا.

ولفت إلى أن “هذه الاسواق عادت وانتعشت مجددا بعد فترة كساد قاسية، فرفوف الخضار والفاكهة المزينة في المحال الكبيرة، لم تمنع زبائننا من زيارة اسواقنا وبشكل اسبوعي”، وقال: “الزبون هنا يوفر ما بين الـ 20 الى 25 بالمئة من فاتورته الأسبوعية، وهذا الرقم يعني مبلغا هاما للفئات الشعبية الفقيرة وللنازحين الذين يمرون في ضائقة مالية صعبة، بعدما حجبت عنهم الدول المانحة الكثير من المساعدات بحجة انخفاض الميزانية”.

“لا تنحصر الزيارة إلى الاسواق الشعبية، في إطار التسوق فقط” كما تقول ليلى سعيد من كوكبا، إذ تؤكد أن “هناك فئة كبيرة من المواطنين فضلا عن عناصر اليونيفل يقصدون هذه الاسواق للسياحة الريفية يستمتعون بصراخ الباعة والشارين والمجادلات والمفاصلات في الأسعار”.

المفاصلة والمجادلة تسري على كل بسطات واصناف الاسواق الشعبية، وقد تكون العنوان الأساسي لعملية الشراء في الأسواق الشعبية، فليس هناك من سعر محدد ونهائي بل يعود السعر الى قوة المجادلة والمفاصلة، انها أسواق لم يمحها الزمن، بل زاد عليها أصنافاً.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This