حملت دراسة علمية حديثة نشرت نتائجها في العديد من الدوريات العلمية قبل يومين، نتائج غير متوقعة، وكأن الطيور في العالم “أرسلت إشارات” إلى المؤتمرين في باريس، للعمل على الحد من ظاهرة الاحترار، خصوصا وأن الدراسة لحظت ظاهرة تتمثل في تدفق الطيور نحو القطبين الشمالي والجنوبي، والصعود إلى مناطق مرتفعة، من أجل تهيئة وتعديل بيئاتها الطبيعية، في سلوك عزاه العلماء إلى تغير المناخ، بحسب ما أشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وأشارت الدراسة إلى أن 25 بالمئة من عينة طيور تأثرت بظاهرة ارتفاع درجات الحرارة، وشملت العينة نحو 570 نوعا مختلفا من الطيور، وخضعت لدراسة مسار هجرتها، وتبين أنها تغير سلوكها من جراء تغير المناخ، في حين أن 13 بالمئة منها لم تتأثر، كما أشارت الدراسة التي أجرتها منظمة “حياة الطيور الدولية” Birdlife International.
وأكد الباحث في الحياة الطبيعية والخبير في مجال الطيور تريس الينسون Tris Allinson، وهو أحد معدي الدراسة أن “الناس ينظرون إلى تغير المناخ على أنه شيء على وشك الحدوث، لكن الإشارات التي تلقيناها من الطيور تشير إلى تغييرات كبيرة وعميقة تحدث بالفعل، مع ملاحظة الكثير من الآثار السلبية على نسبة كبيرة من الطيور التي أخضعناها للدراسة”.
وأضاف الينسون: “إننا نشهد نمطا ثابتا من الطيور التي تتجه نحو القطبين الشمالي والجنوبي في نصفي الكرة الأرضية، والانتقال إلى أعلى المنحدرات الجبلية”.

الطيور تغير خارطة تواجدها ببطء

وسجلت الدراسة تطورا لجهة تكيف الطيور التي تعتمد على الدفء، حيث تزداد في أوروبا بشكل متسارع، في حين أن الحيوانات التي تتكيف مع البرد تنخفض أعدادها بشكل كبير، بدأ يثير اهتمام الباحثين.
وأوضح الينسون “اننا نشهد أيضا تغييرات في سلوك الطيور وفي مواقيت هجراتها الموسمية، إلى جانب عدم التطابق في تفاعلاتها مع الأنواع الأخرى”، متوقعا أن معظم أنواع الطيور ستشهد تراجعا في أعدادها، إلى جانب تعطل مواسم التكاثر، كما أن من المحتمل أن تغير خارطة تواجدها ببطء شديد للتعامل مع ظاهرة تغير المناخ.
ومن المتوقع أن تفقد غالبية الطيور في أميركا الشمالية أكثر من نصف النطاق الجغرافي الحالي مع نهاية القرن، بينما الطيور في أجزاء من شرق أفريقيا سوف تفقد كل مواطنها المناسبة، كما تؤدي إزالة الغابات وارتفاع مستوى سطح البحر على الأرجح إلى تفاقم المشكلة، وتدمير بيئات الأراضي الرطبة والغابات.
وعلى الرغم من كل ذلك، إلا أن التقرير بعث بعضا من الأمل، لجهة عرض بعض الأمثلة الناجحة لاستعادة أراضٍ في أوروبا الشرقية لتكون ملاذا ملائما، وإنشاء ممرات هجرة في منطقة البحر الأحمر، مما يوفر لـنحو 1.5 مليون من الطيور المحلقة ممرا آمنا بعيدا من أبراج وكابلات الكهرباء وتوربينات الرياح.
وقال عالم آخر شارك في صياغة التقرير، إن الطبيعة لها دور حيوي في التصدي لتغير المناخ، لكنها غالبا ما يتم تجاهلها، مضيفا بأن “الحلول التي تعتمد على الطبيعة لا تتمثل تقدم استجابة فعالة ومتاحة لتغير المناخ فحسب، وإنها أيضا تقدم سلسلة من منافع للناس والتنوع البيولوجي”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This