سوزان أبو سعيد ضو
اجتمع بيل غيتس Bill Gates وجيفري بريستون Jeffrey Preston المعروف بـ جيف بيزوس Jeff Bezos، مع الصيني جاك ما Jack Ma، والهندي موكيش أمباني Mukesh Ambani، فضلا عن أثرياء آخرين في عالم الأعمال في العالم، في مسعى لجمع مليارات الدولارات لدعم الاستثمارات الخاصة والعامة في “الطاقة النظيفة”.
وتم الكشف عن المبادرة في بداية محادثات المؤتمر العالمي للمناخ في باريس، وتقضي بتأمين 10 مليارات دولار على شكل التزامات، بالتعاون مع 20 حكومة، من بينها الولايات المتحدة والصين والهند والبرازيل.
وتعهد اصحاب المليارات بالمساهمة في أبحاث الحكومات عبر أموالهم الخاصة في مجالات دعم الأبحاث وتسويق الطاقة النظيفة، من خلال ما وصفوه “وادي الموت العصي على العبور” near impassable valley of death، كتوصيف أقرب ما يكون لواقع المفاهيم الواعدة للطاقة النظيفة، وابتكار منتجات قابلة للإستمرارية والمنافسة.
وفي بيان أصدره البيت الابيض، فإن وتيرة الابتكار وما يقابلها من حجم التحول أقل بكثير من المطلوب بالرغم من إحراز تقدم كبير في خفض التكاليف ونشر تكنولوجيات الطاقة النظيفة”. ونوهت مصادر حكومية تابعة للإدارة الأميركية بهذه المبادرة المهمة والأساسية، محذرة بأن الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية بهدف الوصول الى ما لا يزيد عن درجتين مئويتين إلى ما قبل الثورة الصناعية، (ما تعهدت به البلدان ما قبل مؤتمر باريس عبر خفض غازات الاحتباس الحراري) تعد خطوة غير كافية كطريقة وحيدة للتوصل إلى هذا الهدف.
وتشمل المبادرة فضلا عن الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، الطاقة النووية وتكنولوجيا شبكات الكهرباء ونظم النقل المتطورة وطرق متطورة لجمع وضبط كمية الكربون الناتجة من احتراق الوقود الأحفوري.
وفي هذا السياق قال كبير مستشاري الرئيس أوباما بريان ديز أنه “خلال السنوات الخمس القادمة، وافقت الدول العشرين على مضاعفة الإنفاق على الأبحاث والتنمية في مجال الطاقة إلى 20 مليار دولار”، ولفت إلى أنه “فضلا عن أن المجموعة تضم أكثر الدول المتسببة بأكبر نسبة من الإنبعاثات، ما عدا روسيا، فهي مجموعة من الدول تعتمد الوقود الأحفوري، ومنها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمكسيك”.
وفيما تساهم الولايات المتحدة بنصف المبلغ الحالي وقيمته خمسة مليارات دولار، تواجه إدارة الرئيس أوباما صراعا وطريقا شاقا، في عملية الموافقة على أي تمويل لمشروع يتعلق بالمناخ من الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
وعلق وزير الطاقة الاميركي إيرنيست مونيز للصحفيين: “أنا لا أريد أن أحكم مسبقا، إنما من الواضح أن المناقشة ستكون معقدة مع الكونغرس”.
وفي شريط فيديو أشار بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت وصاحب الأعمال الخيرية للمجموعة أصحاب المليارات من القطاع الخاص، والتي أسموها “الائتلاف لاكتشافات الطاقة” Breakthrough Energy Coalition أن العديد من التقنيات الأهم، بما في ذلك الإنترنت، قد نشأت من البحوث الحكومية، وقال “نحن بحاجة إلى البحوث الأساسية، ولكن على هذا الأمر أن يقترن بأشخاص مستعدين للمخاطرة في تمويل المشاريع التي تشتمل على المجازفة، ومن ضمنها تلك المتعلقة بالإبتكار في مجال الطاقة”، وقال ان “هذه الصيغة تساهم في تسريع الابتكار على مستوى البحوث، فضلا عن المجازفة الكبيرة في هذا المجال”.
وتضم لائحة المساهمين من أصحاب المليارات بالإضافة إلى غيتس، الأميركي “بيزوس” صاحب أمازون، الصيني “ما” مؤسس شركة علي بابا، الهندي “أمباني” رئيس إدارة شركة الصناعات المعتمدة الهندية India’s Reliance Industries، صاحب موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ، وراي داليو من مجموعة صندوق التمويل هدج بريدجووترBridgewater hedge fund group، وريتشارد برانسون من مجموعة فيرجين.
وأعلن زوكربيرغ عبر صورة تجمعه بغيتس على صفحته على الفيسبوك عن الشراكة معتبرا أن “الطاقة النظيفة هي الحل للعديد من المشاكل الأخرى في العالم”، لافتا إلى أن “حل مشاكل الطاقة النظيفة هو جزء أساسي من بناء عالم أفضل”، كما كتب “نحن لن تكون لدينا القدرة على إحراز تقدم ملموس في مجال التحديات التي تواجهنا مثل التعليم أو ربط العالم ببعضه البعض من دون طاقة آمنة ومناخ مستقر”.
ويقول موقع المجموعة على الانترنت أن أعضاءها “يشكلون شبكة من رأس المال الخاص” وأنهم ملتزمون بتحمل مخاطر لا يتحملها المستثمر العادي، في حين أنها تبشر بعوائد كبيرة على المدى الطويل.
وقال غيتس في وقت سابق من هذا العام، انه يخطط لمضاعفة الاستثمار الشخصي في التكنولوجيا الخضراء المبتكرة الى 2 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، في محاولة “لإحداث تأثير نوعي” في عملية مكافحة تغير المناخ.
أما عن المبلغ الكلي للمجموعة فلم يتم التصريح عنه، لكن أفيد بأن المجموعة ستساهم بتمويل الشركات الناشئة في مجموعة واسعة من الصناعات، وفي الزراعة وصولا الى وسائل النقل وتخزين الكهرباء، وسوف تركز أيضا على الاستثمارات في البلدان التي تشكل جزءا من “بعثة الابتكار” (مجموعة من 20 بلدا)، بما فيها الولايات المتحدة التي التزمت بمضاعفة استثماراتها في مجال الطاقة النظيفة على مدى السنوات الخمس المقبلة.