تزامن انخفاض سعر برميل النفط إلى حوالي 40 دولار مع انعقاد مؤتمر باريس للمناخ COP21، وطمأننا السيد كيري وزير خارجية أميركا في تصريحاته للإعلام بأن الاتفاقية لن تكون ملزمة قانونياً، إذاً لن يتم الانتقال إلى الطاقات المتجددة بشكل جدي، على الأقل في الفترة القريبة، لذا لا بد لنا في المنطقة العربية من البحث عن الطاقات البديلة، وخصوصا الدول غير المنتجة للنفط.
يؤكد العلماء أن صحاري الكرة الأرضية تتلقى من طاقة الشمس في 6 ساعات ما يكفي لحاجة البشر جميعهم في سنة كاملة.
إن أهم الحسنات المتعلقة باستغلال هذه المصادر هي سقوط كميات هائلة من الإشعاع الشمسي على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووجود مساحات واسعة من الأراضي الصحراوية التي يمكن نصب المنظومات فيها. وتتميز المنطقة باحتوائها بغزارة على مصادر للطاقة متجددة نظيفة وغير ملوثة للبيئة، وخصوصا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية، بالإضافة إلى طاقة المساقط المائية في بعض الدول العربية كما في لبنان، وأكبر مثال على ذلك مشروع Desertec الشهير الذي انطلق في عام 2009 بمشاركة 57 مؤسسة دولية لإنتاج 360 غيغاواط/ساعة من الكهرباء المتأتية من تسخين المياه، و550 غيغا واط/ساعة من الكهرباء الفولتية – الشمسية، ويجرى العمل على نشر ألواح “ديزيرتيك” الشمسية في المغرب وتونس وليبيا والجزائر لتغطي آلاف الكيلومترات المربعة في المغرب العربي.
بشكل عام يمكن تلخيص الفائدة من تطوير مصادر الطاقات المتجددة بأربعة نقاط، هي الاستدامة وحماية البيئة وتنوع المصادر والاقتصاد، ولتوضيح ذلك:
– مصادر الطاقة المتجددة هي مصادر دائمة وتقنياتها تعمل بصورة مستمرة وبدون توقف، والفائدة الطويلة الأمد في هذا المجال هي عند بدء مشروع يعمل بالطاقة المتجددة فإنه سيبقى مستمراً بالعمل وبكلفة تشغيل قليلة جداً إذا ما قيست بزمن التشغيل.
– مصادر الطاقة المتجددة تمثل التنوع في الطاقة بحيث تقلل اعتماد أي بلد على مصدر واحد من التقنيات أو الوقود.
– مصادر الطاقات المتجددة لها أقل تأثير على البيئة مقارنة بمصادر الوقود الأحفوري.
حتى لو كان السعر الابتدائي عالٍ لمنظومات الطاقة المتجددة مقارنة بأسعار منظومات الطاقة التقليدية، لكن إذا قسم على عدد سنوات الاستثمار فإنه يشكل رقما صغيراً جداً.