في سياق المتابعة الاستثنائية والمتواصلة لوقائع مؤتمر المناخ في باريس، والمستمرة فعالياته للأسبوع الثاني، يتوقف greenarea.info عند المواقف المتميزة لوزيرة البيئة المغربية حكيمة الحيطي، في سعي يهدف إلى تظهير دور المرأة بشكل عام والعربية بشكل خاص في مجال حماية البيئة.
فقد تساءلت الحيطي المشاركة ضمن الوفد المغربي، المتكون من 250 مشاركا، بين خيارين في الإجابة: من سيقول تغير المناخ، أم فرصة للمناخ؟Qui dit Climate change? Et qui dit Climate chance? في مفاضلة للخيار الثاني في الفرصة التي لن تتكرر والمتمثلة في هذا المؤتمر الدولي بالتوصل اتفاق ملزم نحو تغير مناخي مصيري يدعم التنمية والإستدامة وصولا إلى خير البشرية جمعاء.
إعادة كتابة تاريخ الإنسانية
وقالت الحيطي أمام وفود البلدان المشاركة إن “كوب 22 المزمع عقده في مراكش سيكون مؤتمر التجديد في مجال التكيف والتخفيض من انعكاسات التغيرات المناخية”، مؤكدة أن “الكوب 22 سيشكل مناسبة لتطوير آليات عملية في إطار مخطط باريس – ليما، ثم باريس – مراكش”. مؤكدة أن مؤتمر مراكش “سيشكل أيضا امتدادا منطقيا وعمليا لمؤتمر باريس”، مشددة على “ضرورة العمل من أجل بناء عالم أفضل”، ولفتت إلى إن “أفريقيا ستستقبلكم بمراكش”، مشيرة إلى أن “باريس – مراكش ستمكن من إعادة كتابة تاريخ الإنسانية”.
من ناحية ثانية، أشارت الحيطي إلى أن “المغرب ملتزم بسياسات تهدف إلى التخفيض والتكيف من التغيرات المناخية”، وهي تمثلت “بإعلان الملك المغربي مـحمد السادس، في خطابه خلال الجلسة الافتتاحية لكوب 21، أن هدف بلوغ نسبة 42 بالمئة من الطاقات المتجددة لسد الحاجيات الوطنية في أفق سنة 2020، قد تم رفعه مؤخرا إلى 52 بالمئة بحلول سنة 2030”.
واستقبلت الحيطي خلال الايام الخمسة الماضية مجموعة من الوفود والشخصيات الدولية المهتمة بالشأن المناخي والبيئة، كما شاركت في مختلف الندوات واللقاءات الرفيعة المستوى التي أقيمت على هامش القمة العالمية .
ووقع المغرب يوم الجمعة الماضي في الرابع من كانون الأول (ديسمبر) على تصريح دولي يدعو إلى تعزيز صمود المحيطات أمام انعكاسات انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون والتغيرات المناخية في إطار مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ.
من هي الحيطي؟
تشغل الحيطي منصب وزيرة منتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، ومكلفة بالبيئة بحكومة الرئيس عبد الإله بنكيران منذ 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2013. وهي حاصلة على الدكتوراه في الهندسة والبيئة من “مدرسة المعادن” بسانت إتيان بفرنسا، وشهادة في الاتصال السياسي من جامعة واشنطن. وهي عضو بالمكتب التنفيذي في حزب الحركة الشعبية منذ العام 2003، وشاركت في جميع أعمال إعادة الهيكلة والجهوية عبر تكوين مرشحي ومرشحات الحزب في تقنيات الاتصال اللفظي وغير اللفظي، والقيادة، وتدبير المشاريع، والحملة الانتخابية، وللحيطي ثلاث بنات، وتتقن اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.
وشغلت الحيطي منصب الرئيسة المديرة العامة لـ “أو غلوب، سو”EauGlobe Int SEAU، ونائبة رئيس الشراكة مع الولايات المتحدة من أجل الفرص الاقتصادية في شمال أفريقياUS-NAPEO (North Africa Partnership For Economic Opportunity)، ورئيسة “منظمة كونيكتينغ غروب العالمية” Connectingroup Int، والرئيسة المنتدبة للأممية الليبرالية النسائية l’International Libéral Pour les Femmes ، ورئيسة للعلاقات الخارجية للحركة الشعبية منذ كانون الثاني (يناير)، 2012.
وكانت الحيطي وراء تأسيس عدة شراكات منها: مع حزب من أجل الحرية والديمقراطية بهولندا Party for Freedom and Democracy Holland، وحزب التقارب الديموقراطي بكاتالونيا the Democratic Convergence party of Catalan، والأممية الديموقراطية بكل من بريطانيا the International Democrat (GB) وجبل طارق Gibraltar، والشبكة البرلمانية حول الوقاية وتدبير النزاعات the Parliamentary network on the Prevention, conflict Management، إلى جانب مبادرة للشراكة مع وكالات التعاون والتنمية بكاتالونيا agencies for cooperation and development of Catalan، وتطوير شراكة مع المعهد الديموقراطي الدولي NDI و”مؤسسة فريديريتش ناومان” من أجل الحرية. the Friederich Naumann foundation for Freedomـ وشاركت الحيطي كمراقبة في الانتخابات الرئاسية الأميركية والانتخابات التشريعية في الأردن. كما مارست مهام الخبيرة لدى البنك الدولي المكلفة بالإشراف على مشاريع النفايات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمشروع الإقليمي لتدبير النفايات الصلبة في بلدان المشرق والمغرب –مشروع “ميتاب”.
بعض النشاطات خلال مؤتمر باريس
افتتحت الحيطي يوم الإثنين الماضي جناح المغرب بـ “رواق الحلول”، ويهدف هذا الفضاء التفاعلي (184 مترا مربعا) إلى التواصل بشأن الحلول المتجددة التي طورها المغرب من أجل محاربة آثار التغيرات المناخية. ويتكون من فضاءات للتواصل وأخرى حول مواضيع متعلقة بالصناعة والطاقة والزراعة والماء والإسكان والنقل والبيئة.
وقالت الحيطي في الإفتتاح “إن هذا الجناح يعكس الابتكارات الهادفة للتخفيض والتكيف مع التغيرات المناخية، فضلا عن آليات ملائمة للتمويل خاصة لفائدة البلدان الفقيرة”.
وأضافت أن “هذا الجناح يروم أيضا التعريف بخبرة المغرب في هذا المجال، وعرض السياسات العمومية والورش المهيكلة في مجال الطاقات النظيفة”.
ويوم الجمعة 4 كانون الأول (يناير) دعت الحيطي وخلال ندوة نظمها المغرب حول “التمويلات الخاصة بالمناخ، والاستثمار الأخضر” في إطار COP21 إلى “ابتكار آليات جديدة للتمويل لدعم البرامج المتعلقة بمواجهة التغيرات المناخية”، وأضافت أن “أبسط الحقوق الإنسانية مهددة بالتغيرات المناخية التي تمثل تحديا يواجه الإنسانية برمتها”.
وعلى هامش مشاركتها في ندوة نظمت بمعهد العالم العربي نظمت بمناسبة الدورة 60 لاتفاقيات “لاسيل سان كلو”، قالت الحيطي “المغرب-فرنسا: تاريخ مشترك وتحديات مشتركة، والتغيرات المناخية، تجعل تحقيق أهداف التنمية البشرية موضع شك، وتطرح مشاكل الأمن الغذائي، والولوج إلى الماء الشروب، والطاقة”.
ويذكر أن المغرب حل في المرتبة الرابعة بعد بوتان، إثيوبيا وكوستاريكا كأكثر البلدان خضرة، ضمن دراسة أجراها Climate Action Tracker، فضلا عن تعهده بخفض الإنبعاثات بنسبة 13 بالمئة بحلول العام 2030.