تم تأجيل البت النهائي بصيغة الاتفاقية إلى صباح السبت بدل مساء اليوم الجمعة، ويؤمل أن يساعد هذا التمديد الليلي على الوصول إلى توافقات حول الصيغ النهائية، التي لا تزال غنية جدا بالخيارات المتعددة والأقواس، على كامل المسودة الثانية للاتفاقية، التي اختزلت صفحاتها إلى 29 صفحة فقط.

لا تزال هناك 3 خيارات بشأن الحد الأقصى لازدياد معدل حرارة الأرض، وهذه المسألة هي واحدة من كبريات المسائل الأساسية للاتفاقية. خيار “ما تحت الدرجتين”، وخيار “بعيدا ما تحت الدرجتين” مع بذل الجهود لحد 1.50 درجة مئوية، والخيار الثالث يقول بـ “ما تحت الـ 1.50 درجة مئوية”.

الصيغ المتعلقة بالالتزامات لا تزال عامة، وليس هناك التزامات محددة بنسب التخفيض، أو ببرنامج زمني، أو بوتيرة محددة لمراجعة الأهداف والسير بها قدما بشكل دوري.

بالنسبة للهدف المشترك بعيد المدى، لا يزال موضوع “التخفيف” يتضمن عدة خيارات وأقواس كثيرة في النص، وهي التزامات عامة غير محددة بدقة.

آلية دعم التنمية المستدامة، هي أيضا لا تزال غنية بالخيارات العديدة والأقواس، وليس هناك وضوح على ماذا سيتم الاتفاق النهائي، هذا إن حصل توافق حتى نهاية هذا المؤتمر صباح غد السبت.

بالنسبة للـ “التكيف”، نرى وعودا بتكثيف وتطوير التعاون والتنسيق، ولا شيء ملموسا على هذا الصعيد.

في موضوع تعويض “الخسائر والدمار” ومساعدة الدول النامية على مواجهتها، هناك أيضا خيارات وأقواس، وفي كل الحالات نجد أن النصوص ضعيفة وخالية من أية التزامات دقيقة.

في المسألة الرئيسية الهامة المتعلقة بـ “المالية”، لا تزال الخيارات والأقواس منتشرة في عموم النص، ولا التزامات مالية محددة حتى الآن، وكل الوعود بالوصول إلى تعهد توفير 100 مليار دولار بدءا من العام 2020 لا تزال بين أقواس، ولم يتم التوافق النهائي عليها. ويرجح التوافق على تعابير غير محددة بالأرقام بل كإعلان نوايا للدعم والمساعدة.

أما بموضوع تطوير ونقل التكنولوجيا، لا تزال الأقواس في النص، الذي لا يحتوي على تعهدات بتوفير نقل التكنولوجيا للبلدان النامية دون قيود وبأسعار مقبولة.

بناء القدرات لا تزال تعهدات غير محددة، بل وعودا بتدريب البلدان النامية وبناء قدرات كوادرها وتمكنيها لتلبية حاجات تطبيق الاتفاقية.

مسودات القرارات المتعلقة بالاتفاقية لا تزال تتضمن خيارات وأقواس وصيغ غير محددة وغير نهائية.

وعلى ضوء تحليل نص المسودة الثانية لاتفاقية المناخ، المطلوب إقرارها حتى صباح غد السبت 12/12/2015، يمكننا القول أن باريس تشكل حلقة من حلقات التفاوض الدولي من أجل اتفاقية مناخ قوية وملزمة، تلتزم التحول إلى الطاقة المتجددة بشكل كامل في آجال سريعة، وتحفظ ارتفاع أقصى 1.5 درجة مئوية لمعدل حرارة الأرض.

ممثلو المجتمع المدني هنا يدعون لتظاهرة غدا السبت في باريس بعنوان “الخطوط الحمر” تعبيرا عن احتجاجهم على النتائج المتواضعة لمؤتمر باريس، ولحث زعماء العالم على عدم تجاوز الخطوط الحمر في تغير المناخ الذي يهدد العالم.

يتضمن نص المسودة الثانية للاتفاقية لغة طموحة، ولكنها لا تلتزم بشيء محدد وملموس. فالمسألة الأساسية المتعلقة بالمدى الزمني الدقيق للانتقال إلى 100 بالمئة طاقة متجددة والانتقال الكامل إلى اقتصاد خال من الكربون والوقود الاحفوري، لا تزال مؤجلة.

الحصيلة العامة غير مرضية تماما، ولكنها خطوة متقدمة نحو اتفاقية تستجيب للطموحات في الأعوام القادمة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This