إذا كان كل من هم ضد سد جنة الكارثي هم ضد سيمون ابي رميا، فانا أولهم، ولا يجب ان يفرح كثيراً ولا ان يفخر نائب الأمّة) بهذه الصورة، فهي في الواقع لا تُشرفه ابداً ويا ليته تجرّأ ولو مرة واحدة بالإجابة على ملاحظاتنا العلميّة!
كلامه الموجه الى مرسيل غانم ليس سوى “عواطف مهترئة”، إذ ما معنى الصداقة والعلاقات الشخصية من قبل أناس يتعاطون الشأن العام إذا لم تصب في مصلحة الشعب والبيئة التي يعيش فيها وبمعناها العريض، والتي بخصوص سد جنة هي مهدّدة تماماً بسبب هذا المشروع (وهو الموقف المشرّف الذي اتخذه مرسيل غانم)، خصوصاً انّه ببضع الملايين من الدولارات يمكن تأمين المياه الضروريّة لجبيل وفتوح كسروان، وببضع عشرات الملايين من الدولارات يتمّ تأمينها لبيروت الكبرى، فلما هدر حوالي ملياري دولار (ما بين سدود جنّة وبسري وسواهما) ونحن شعب مديون بمئة مليار دولار؟!
ماذا يريدون بعد؟ وما هو المطلوب أكثر ليقتنعوا ان مشروعهم هذا هو كارثي وحتّى “فضائحيّ”؟ لم يبقَ اختصاصي مستقل واحد لبناني او أجنبي “مُلبنن” (وحتى بعض غير المستقلين) ولم يشجب هذا المشروع المشؤوم، كما لم يوضح آثاره المضرّة والخطر الكبير المتأتي من جراء تنفيذه.
وماذا بعد أكثر من ذلك؟ أيجب ان نقوم بثورة ضدهم لكي يفهموا؟ أيجب ان نزيحهم عن كراسيهم لكي يعوا المخاطر منه؟ اليسوا من سلالة الإنسان ولهم عقول تعمل وآذان تسمع؟ فلينطقوا بالحق والعلم وبالمصلحة الحقيقية للمواطن والوطن، وليفهموا للمرة الألف ان لا أحد يستطيع ان يقف بوجه الطبيعة والجيولوجيا.
نداؤنا لك يا سيمون ابي رميا بما تبقى لك من منطق سليم، إبعد عن “الحرام” فالحلال وحده يدوم، تدمير هكذا منطقة هو بكل بساطة بداية النهاية لبيئة مجمل بلاد جبيل وفتوح كسروان التي هي قائمة على محور نهر إبراهيم، وبالأخص وبشكل مباشر في منطقة “جنّة” و”الشوان” حتى مصادر أفقا والرويس، فحرام هذا الذي تجعل منه شعاراً لك ولشخصك الكريم.
ونُضيف مُذكّرين مجدداً انه مهما قيل من قبل “جماعة” هذا السد وانتم من تابعيهم، لا أحد يستطيع ان يمحو التزويرات التي تمت على خلاصات التقارير العلمية، ولا على التفسيرات والبيانات الملتوية التي أرسلت للقضاء، وتمّ بواسطتها تضليل الناس منذ عام 2012 حتى اليوم، واكان هدفها محاولة إخفاء أي إثبات او حتى قرينة لإمكانية الإتصال الجوفيّ (وبشكل مباشر)، ما بين “نهر إبراهيم – جنّة” و “جعيتا”، كما انّ المخزون الجوفي المائي متواجد على عمق بضعة أمتار تحت منطقة سد جنّة وبحيرته (فما النفع حينها للقيام بتجميع مياه سطحية سيتسرّب قسم منها ويتبخّر ويتلوّث قسم آخر).
ونُنهي انه أيضاً مهما كانت ادعاءات بعض المستفيدين (زوراً)، والبعض الآخر من الجهّال، فإن الأخطار كبيرة جدّاً بوجود عدة فوالق ناشطة تحت هذا السد، بالتوازي مع طبيعة صخرية كارستية متشققة وهشّة لدرجة كبيرة في هذه المنطقة، وأن التنوع البيولوجي و”الإيكوسيستم” كما الثروة الثقافيّة في منطقة “جنّة – نهر إبراهيم”، هي نادرة وحتى استثنائية بالنسبة للبنان، وحتى لكامل المنطقة الشرق أوسطية.
وأخيراً، ان الأخطار كثيرة، ويمكن ان تكون كارثية تطاول كل ما هو متواجد تحت السد وفي الجوار من جراء الهزات الأرضية المحتملة، وضرب التوازن عن طريق تنفيذ هذا المشروع، وأن هذه المنطقة في حال لم تمسّ من قبل الإنسان بالشكل العشوائي وبالطريقة الإعتباطية التي تتم اليوم، هي من المناطق القليلة التي لن تتأثر بسبب التغيير المناخي والتصحّر الآتي لا محالة.
إعقل يا أبي رميا، وكن انت حامل هذه العدوى لكل من بقربك، والكلام هنا هو عن عدوى طلب إلغاء المشروع.
الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن وجه نظر موقع greenarea.info