زينة ناصر

أمطرت السماء في لبنان في اليومين الماضيين، وكميات كبيرة من النفايات لا تزال تملأ العديد من الشوارع، فهل هذه الأمطار نعمة تنظّف الجوّ أم نقمة تجلب الأمراض للبنانيين؟
وفي هذا المجال، قال خبراء بيئيون سابقاً ان المطر قد يسبب في انبعاث مواد سامة من النفايات، ما حقيقة هذا الأمر؟ وهل فعلاً يعلم المواطنون حقيقة المطر الذي قد “لا ينظّف الأجواء” بل يسبّب السرطانات؟
سأل موقع Greenarea.me عدداً من المواطنين إن كانوا يعتقدون ان كانت الأمطار ستنظّف الجو ام أشعلت المخاوف من حدوث الأمراض جراء المواد السامة المنبعثة من النفايات. فجاءت الآراء متفاوتة، وفي بعض الأحيان طريفة.

لإزالة النفايات من الشوارع

بالنسبة لسائق سيارة أجرة متوقفة إلى جانب مكب نفايات في منطقة الحمراء في بيروت، فإنّ “المطر يسحب النفايات على مناطق لم نكن نعرف ان النفايات ستصل إليها”، وقال “عيب هيدا الشي”، وأضاف متأسفاً على الحال الذي وصلت إليه أزمة النفايات. وقالت سيدة أجنبية مصطحبة معها أولادها “اننا كنا نتنشّق روائح النفايات، أما الآن فتتساقطت علينا كل المواد السامة جراء الأمطار التي تحمل معها المواد السامة من النفايات”.
وقال مواطن آخر ان “الطبيعة أذكى منا في طريقة معالجتها للأمور”، وبدا محتاراً، ولكنه أجاب “أعتقد ان الإحتمالين معاً، ولا يلغي أي منهما الآخر”، فيما رأى رجل أربعيني ان على “الدولة ان تزيل النفايت كي تنظف الأجواء”.
أما الطالبة الجامعية لمى، فقالت ان “الأمطار تضرنا ولا تفيدنا في ظل وجود النفايات على الطرقات”.
وتفاوتت الآراء، الطريفة في بعض الأحيان، والساخرة في أحيان أخرى، والتي تعكس واقعنا المضحك المبكي في ظلّ هذه الأزمة.

الجراثيم والفيروسات تنتظرنا

ولتصويب الموضوع ووضعه في إطاره العلمي، استشرنا الخبير البيئي الدكتور ناجي قديح الذي أكّد ان “المطر سيؤدي إلى المساعدة على انتشار الملوثات الموجودة في النفايات، التي لا تزال متراكمة في الشوارع، وفي مناطق معينة وساحات في مدينة بيروت وغيرها من المدن والمناطق خارج المدن”، مضيفاً ان “تلك الملوثات كيميائية وميكروبيولوجية من جراثيم وفيروسات”.
وللأسف، فإنّ انتقالها يسهل مع هطول المطر، بحسب قديح. أما في حالة المدن، فهي تنتقل إلى الأزقة والشوارع الطرقات، ويصبح الناس القاطنين في هذه المناطق معرّضين أكثر لأثر هذه الملوثات.
وتابع قديح “في المناطق خارج المدن، يصبح هناك سهولة أكثر لانتقال هذه الملوثات إلى المياه الجوفية والمياه السطحية، وتعريض السكان لمخاطرها بطريقة أوسع، خصوصاً وانّ الأمطار تؤدي إلى انتشار النفايات والملوثات الكيميائية وغير الكيميائية على مساحة أوسع، وهذا بدوره يسهّل تعرّض الناس لها، ويسهّل أيضاً تلويثها لأوساط إضافية من البيئة، من تربة ومياه سطحية ومياه جوفية”.
إذاً النتيجة كارثية، وأغنية فيروز “شتي يا دنيي تيزيد موسمنا ويحلى” ربما أصبحت “شتي يا دنيي تتزيد أمراضنا” في ظل أزمة النفايات المستمرة منذ حوالى الـ8 أشهر. على أمل ان تبدأ الحكومة بتطبيق الحلول البيئية والصحية لهذه الأزمة التي ما تزال للأسف عصية على الحل لغاية الآن.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This