فادي نصار

تعاني أمي التي يصادف عيدها وامهات الكثير من بلدان العالم في هذا اليوم من السنة، من مسألة تجعلها غير سعيدة، الا وهي عدم استطاعتها العيش بنفس النمط الغذائي الذي عاش به اجدادها، حيث كان كل شيء طبيعي، غير معدل وراثيا، ولا تدخل في صناعته المواد الكيميائية والملونات غير الطبيعية تعاني من اختفاء عيون وينابيع المياه العذبة، ذلك على الرغم من محاولاتها العديدة لتفادي مشاكل الجفاف الذي يصيب حديقة المنزل اثناء فصل الصيف، معلقة على ذلك (بحياتي لم أرَ مثل هذا الطقس الحار”.
في عيد الام، معظم الامهات، وخصوصا الحوامل، ما زلن يعانين من خطر التلوث بالمواد السامة، ونقص المواد الاساسية للحياة، وتلوث المياه وانتشار الاوبئة نتيجة تراكم النفايات في شوارع المدن اللبنانية، في الوقت الذي لا تزال حكومات البلدان النامية تتعامى عن الاخطار التي قد يسببها تراكم النفايات على الصحة العامة، تتالم الامهات لرؤية اطفالهن عرضة لخطر لسع البعوض الذي بدأت بيوضه تفقس مع قدوم فصل الربيع، وارتفاع نسبي في درجات الحرارة، يتألمن من وجود العاب أطفال في السوق تحتوي على مواد مسرطنة.
قد لا تعرف امي والكثير من الامهات ماذا يعني الاحتباس الحراري، وما هي المخاطر الناجمة عنه، ولا حتى ما هو التغيير المناخي، وماهو تأثير المبيدات الحشرية على نمو خلايا النحل وانتاج العسل الطبيعي وتلقيح الازهار، لا تعرف ولا يعرفن ان الاكياس البلاستيكية مسرطنة وتحتاج إلى مئات السنين لتتحلل، وأن هذه الأكياس تحتوي مادة ضارة قد تسبب بعض الأمراض، وخصوصا تلك المصنوعة من مادة “البولي-فينيل كلوريد”.
لا تعرف ولا يعرفن كل ذلك، الا انهن يعلمن أن خبز التنور صحي اكثر من خبز الدقيق الناتج عن شحنات القمح الملوث (بحسب الوزير ابو فاعور)، وان الخضار التي يزرعنها في حديقة المنزل والتي لاتحتوي معدلات وراثية، هي ذات مذاق حقيقي، وان السير في الحقول والمناطق الجبلية تطيل العمر، وان زيت الزيتون اكسير الحياة الطبيعي، وان الحليب ومشتقاته التي تأتي مباشرة من الاغنام، اكثر فائدة من تلك التي يصنعونها بطرق صناعية ومواد حافظة، وان مياه الينابيع انقى واغنى من مياه شركات بعض اداراتها واصحابها فاسدين، امي تعرف ان الاواني الفخارية (الجرة) صحية اكثر من الاوعية البلاستيكية لحفظ المياه.
وهي ترفض تناول كل الاعذية التي تحتوي على مواد حافظ وملونات، وهي بالفطرة تعتقد ان الهواء اصبح ملوثاً اكثر من الماضي، لان مساحة الحقول حول القرية قد انخفض وازداد عدد المصانع ووسائل النقل.
في عيد الام… نريد ان نقول ان امهاتنا هم الاصدقاء الحقيقين للبيئة والمناخ والطبيعة (الاشجار والطيور والفراشات وكل شيء حي)، وهن الحراس الاكثر وعيا لكل ما هو جميل على سطح هذا الكوكب.
تحية الى امي وامهات العالم.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This