بسام القنطار

دخلت عادة تدخين النرجيلة إلى مقاهي المغرب منذ  سنوات وأصبحت مقاهي الشيشة تنتشر في مختلف المدن المغربية.
ويعتبر المجتمع المغربي ان النرجيلة دخيلة على المجتمع، إذ لم تتجاوز مدة وجودها بالمغرب 15 عاماً، بخلاف الدول العربية الأخرى التي تتواجد فيها الشيشة منذ زمن بعيد.
وتقول رئيسة الأمانة العامة لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ افيرا دا كوستا إيسيلفا ان تدخين النرجيلة نحو الارتفاع ولا سيما في صفوف الشباب. والعديد من مدخني النرجيلة يعتقدون أن دخان النرجيلة هو أقل ضررا من دخان السجائر، وهو ما يطرح تحديا تربويا كبيرا.
قضية الإقبال على تدخين النرجيلة في المغرب ما زالت تُقابل بجدل واسع . ولا يوجد حتى اليوم قانون يجرم استهلاك الشيشة أو بيعها. وتمت مناقشة مشروع قانون حول هذا الموضوع لكنه لم يدخل حيز التنفيذ، ويتضمن هذا المشروع حوالي 28 مادة، تؤطر الشروط التي يجب إتباعها من قبل أرباب مقاهي النرجيلة أو المدخنين بصفة عامة، كتحديد مساحة المحل ومنع تقديمها للقاصرين. لكن هذا القانون لم يمر في البرلمان المغربي.
وفي حين تمنع مدينة الرباط مقاهي النرجيلة وقامت قبل سنوات باغلاقها ، يُسمح بمقاهي النرجيلة في مدينة الدار البيضاء في بعض المناطق دون أخرى.
جديد هذه القضية ، اقتراح قانون تقدمت به امس كتلة “العدالة والتنمية” يقضي بمنع الاتجار بالنرجيلة واستهلاكها بشكل قطعي في المغرب.
وبحسب نص مشروع القانون الذي حصلت greenarea.info على نسخة منه “يراد بمفهوم النرجيلة كل خلطة ممزوجة بالتبغ أو مشتقاته أو بمواد مضرة بالصحة كالنكوتين والزفت، والمواد السامة كالزرنيخ والكروم والرصاص، ومعدة للتدخين إما بتمرير دخان الخلطة المشتغلة بالماء قبل استنشاقه ، أو بأية وسيلة تؤدي إلى نفس النتيجة.
ويضيف مشروع القانون : “ تعتبر النرجيلة مادة مضرة بالصحة ويمنع القانون الاتجار فيها، واستهلاكها في الأماكن العمومية. تعد أماكن عمومية لتطبيق مقتضيات هذا القانون المقاهي والملاهي والعلب الليلية، والنوادي، وكذا المحلات التجارية. ويعد مكانا عموميا كل مكان مفتوح في وجه العموم أو معد للاستعمال الجماعي أيا كانت طبيعة هذا الاستعمال.
ويعاقب مشروع القانون على الاتجار في النرجيلة أو عرضها إما للبيع أو الاقتناء بعوض أو بدون عوض بالحبس من سنة إلى خمس سنوات، وبغرامة من 20.000,00درهم إلى 50.000,00 درهم.ويؤدي ضبط مادة النرجيلة أو أدواة استهلاكها إلى الإغلاق الفوري للمحل المعني لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، بأمر من السلطات المعنية، قبل إحالة الملف على السلطة القضائية. كما يعاقب على استهلاك مادة النرجيلة بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، وبغرامة من 10.000,00 درهم إلى 20.000,00 درهم.

وتعتبر شركات التبغ المتضرّر الوحيد من إقرار قوانين الحدّ من التدخين. لكن في حالة النرجيلة يدخل على خط المتضررين اصحاب المقاهي والمطاعم التي تبيع النرجيلة.
ويقول الباحث الأميركي في قضايا مكافحة التبغ في جامعة هارفارد د. غريغ كونلي أنه فقط بالأدلة العلمية يمكن رسم سياسات فعالة لمكافحة التبغ. يرفض الباحث الذرائع التي تروّجها الشركات عن تراجع الاقتصاد الوطني فيما لو طبق حظر شامل للتدخين في الأماكن العامة.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية في تقرير لها، إن نفَس الأرجيلة الواحد “الشيشة” يعادل تدخين مائة سيجارة أو أكثر، أي خمس علب من السجائر، وهذا يعني أن الأرجيلة ليست أقل ضررا من السجائر على الإطلاق، بل قد تكون أخطر بكثير.
وكمية الدخان التي يتم استنشاقها عادة في نفَس الأرجيلة الواحد تبلغ تسعين ألف مليلتر، أما كمية الدخان المستنشقة من تدخين سيجارة واحدة هي خمسمائة على ستمائة مليلتر، وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية منها.
وتقول المراكز إن استخدام الأرجيلة بدأ قبل قرون في مناطق بلاد فارس والهند، وهي حاليا تلقى رواجا وشعبية في عدة مناطق في العالم، كما توجد مؤشرات على أن استخدامها من قبل الشباب وطلاب الجامعات في ازدياد.
وترى منظمة الصحة العالمية أن نفَس الأرجيلة الواحد يساوي تدخين مائة سيجارة أو أكثر، ولذلك فإن الاعتقاد بأن الأرجيلة خيار أقل ضررا من السجائر هو اعتقاد خاطئ تماما، فالأرجيلة لها مخاطر صحية متعددة تشمل:
الفحم المستخدم في الأرجيلة ينتج مستويات مرتفعة من أول أكسيد الكربون والمعادن والمواد المسببة للسرطان، وحتى بعد مرور الدخان في الماء فإنه يبقى محتويا على تركيز مرتفع من هذه المواد.
تبغ الأرجيلة ودخانها يحتوي على مواد تؤدي إلى سرطان الرئة والمثانة والفم. كما تؤدي الأرجيلة إلى أمراض القلب والشرايين. ويؤدي استخدام نفْس الأرجيلة من قبل أكثر من شخص إلى انتقال عدوى الأمراض بينهم. وبسبب الطريقة التي يتم فيها استخدام الأرجيلة، فإن مدخنها قد يستنشق مواد مضرة أكثر مما يستنشقها مدخن السجائر. اما الأطفال الذين يولدون لأمهات يستعملن الأرجيلة فيكونون أقل وزنا عند الولادة، زأكثر عرضة لأمراض الجهاز التنفسي. وتؤدي الأرجيلة إلى زيادة مخاطر سرطان المريء وتراجع الخصوبة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This