جاء خبر إقفال جريدة “السفير” اللبنانية في أول نيسان (أبريل) المقبل، بنسختيها الورقية والالكترونية صادماً، وإن كان في الأساس متوقعا، وسط ما تواجه الصحافة الورقية ليس في لبنان وحسب، وإنما في العالم أجمع من صعوبات دفعت مؤخرا بعض أعرق الصحف في العالم لوقف طبعتها الورقية لصالح الاعلام الالكتروني.
في مسار هذا التحول، فإن الإعلام المطبوع سيغدو بعضا من نوستالجيا في مسار تاريخي طويل، منذ اخترع غوتنبرغ الطباعة بالحروف في العام 1444، خصوصا بالنسبة إلينا كمعاصرين للاعلام الورقي يوم كان منصة وأداة تعبير وحيدة، في رصدنا ومتابعتنا وتحليلنا للأحداث، ويوم كان القلم أداتنا الوحيدة قبل أن نستغني عنه لصالح لوحة مفاتيح الكمبيوتر والهاتف الذكي.
في العصر الجاهلي كان شاعر القبيلة “الصحافي” في ما كان يتناقله الناس حفظا لقصائده، حتى أننا تعرفنا على الكثير من حياة العرب في الجاهلية من خلال الشعر، الذي شكل مادة البحث الوحيدة أمام علماء التاريخ في رسم وفهم وتصوير تلك الحقبة الموغلة في التاريخ، قبل اكتشاف الورق الذي وثق تاريخنا الانساني منذ أمد بعيد، وسبق الورق استخدام الأقدمين للحرير والخشب والحجر وورق البردى للكتابة.
يتأكد مما سبق أن الحياة خاضعة لمتغيرات في سيرورتها وتطورها، ونحن الآن نعيش عصر التحولات الكبيرة في مختلف جوانب الحياة، من التجارة الالكترونية الى الكتاب الالكتروني وتذاكر السفر الالكترونية والبريد الالكتروني وغيرها، وكافة أنماط عيشنا باتت خاضعة لمعيار السرعة عبر الشبكة العنكبوتية، ومن البديهي أن تكون الصحافة في قلب هذه المعادلة.
لقد اختصر الهاتف الذكي الجريدة والكتاب وكافة المطبوعات الورقية، وباتت مواقع التواصل الاجتماعي قادرة على تشكيل رأي عام ومراكمة قضايا بأسرع مما كنا نتصور، وهذا يعني أنه مع تبدل إيقاع حياتنا، بات لزاما علينا أن نكون حاضرين وبقوة في إعلام إلكتروني حديث، في سبيل قضايانا الكبيرة، في السياسة والاجتماع والبيئة والاقتصاد… وهذا ما استشرفناه كـ greenarea.info لنكون حاضرين في ثورة الاتصالات، وما فرضت وتفرض من تحديات متسارعة، كي لا نخسر موقعا ودورا في مجال الاعلام وقد تحول فضاء إنسانيا في عالم سمته التطور.
أنور عقل ضو
