إن الحياة على الأرض تتأرجح بين البقاء والفناء في توازن دقيق وهش حيث يمكن أن تخل بهذا التوازن أسباب مختلفة بما فيها تلك التي تأتي من الفضاء.
1) ابتراد لب الأرض
الأرض محاطة بالدرع المغناطيسية الواقية التي تسمى بالغلاف المغناطيسي.
وتنشأ المغناطيسية الأرضية من دوران الأرض الذي يسبب دوامات باطنية من بينها تحريك اللب الخارجي السائل المتكون من الحديد والنيكل حول اللب الداخلي الصلب ما يولد كميات ضخمة من الطاقة الكهرمغناطيسية. ويحمي المجال المغناطيسي الحياة على الأرض من الجسيمات الضارة الآتية مع الرياح الشمسية
وفي حالة تبرد نواة الأرض ستفقد الأرض غطاءها المغناطيسي الواقي وستجرف الرياح الشمسية غلاف الأرض الجوي تدريجيا إلى الفضاء دون ترك أي فرصة للكائنات الحية في البقاء على قيد الحياة.
ويعتقد أن المريخ الذي كان يتمتع بغلاف جوي سميك ومياه سائلة منذ وقت طويل واجه هذا المصير ليتحول إلى كوكب بلا حياة كما نعرفه اليوم.
2) الشمس تبدأ بالموت
الشمس وموقع الأرض بالنسبة إليها ربما هما الشيء الأهم بالنسبة لوجودنا الهش. لكن الشمس هي نجم والنجوم تموت. والآن قطعت الشمس نصف عمرها وتنتج الطاقة من خلال تفاعل الاندماج النووي وبالتحديد من خلال تحويل الهيدروجين إلى هليوم. لكن الأمر لن يستمر إلى الأبد، وبعد مليارات من السنين ستنهي الشمس وقودها الهيدروجيني وستبدأ باستهلاك الهيليوم. وهو تفاعل أكثر طاقة وسيؤدي إلى اندفاع طبقات الشمس إلى الخارج وربما إلى سحب الأرض نحو الشمس ما يعني أننا سنتحول إلى رماد وبخار.
هذا وسيدفع توسع الشمس الأرض إلى الخروج عن مدارها. فهي ستموت متجمدة ككوكب مارق يتجول خارج نطاق جاذبية أي نجم.
3) كوكب مارق أو رحال
يتعامل الفضاء مع الكواكب الرحالة بقسوة. فالكواكب في كثير من الأحوال تطرد من أنظمتها الشمسية خلال تكونها. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن عدد الكواكب الأيتام التي تتحرك بشكل حر في فضاء ما بين النجوم يمكن أن يفوق عدد النجوم في مجرتنا درب التبانة بثلاث مرات.
وثمة احتمال أن يتحرك واحد من هذه الكواكب إلى المجموعة الشمسية مسببا انحراف الأرض عن مدارها أو حتى أن يطرد كوكبنا من المجموعة الشمسية أو أن يصدم أحدها الأرض ويدمرها.
وهذا الحدث ليس غير مسبوق حيث اصطدم كوكب صغير بكوكب كبير منذ نحو 4.5 مليارات سنة في النظام الشمسي ما أدى إلى تشكيل أرضنا والقمر
4) الكويكبات
إن موت الأرض جراء اصطدامها بكويكب هو من بين السيناريوهات المحببة إلى قلب هوليوود. ويمكن للأحجار العملاقة الآتية من الفضاء أن تكون مدمرة للأرض. ويعتقد أن ضربة من أحد الكويكبات قد قضت على الديناصورات. ولا يزال محتملا حدوث مثل هذا الاصطدام نظرا لأن الأرض تعرضت لقصف الكويكبات طوال مئات ملايين السنين منذ تشكلها. وكانت آثار ذلك قوية لدرجة أن المحيطات راحت تغلي على مدى عام كامل. وكانت الحياة على الأرض كلها وقتذاك وحيدة الخلية وبدا أن الميكروبات المقاومة للحرارة المرتفعة قادرة على البقاء لا غير. وفي حال وقوع مثل هذا الحدث مرة أخرى لن تستطيع الأشكال الحية الأكبر حجما من الميكروبات الاستمرار.
5) ثقب أسود متجول
إن الثقوب السوداء غامضة بقدر ما هي مخيفة وحتى اسمها مشؤوم. ولا نعرف كثيرا عنها لكننا نعرف أنها كثيفة لدرجة أن الضوء يصعب عليه الهروب إلى خارجها. إن قوة جاذبية الثقوب السوداء ضخمة بحيث تغير المكان والزمان إلى درجة يستحيل معها التعرف عليهما.
ويعتقد العلماء أن الثقوب السوداء المتجولة عبر الفضاء يمكن أن تمر عبر منظومتنا الشمسية. وينقسم العلماء إلى قسمين إزاء ما سيحدث بعد مرورنا عبر نقطة اللاعودة من دوامة الثقب الأسود حيث يرى قسم منهم أن الذرات ستتمدد هناك حتى تمزيقها تماما. ويرى القسم الآخر أننا نجد أنفسنا مطرودين إلى أطراف المجموعة الشمسية أو حتى إلى عالم موازٍ.
على أية حال سيسبب مرور الثقب الأسود بالقرب من الأرض تغيرات مناخية قاتلة كالتسونامي والأعاصير والزلازل غير المسبوقة.
6) تدفقات أشعة غاما
تعتبر تدفقات أشعة غاما أقوى الظواهر من حيث تكوّن الطاقة في الكون. ويحدث معظمها نتيجة انهيار النجوم الضخمة عند فنائها. وتستطيع دفقة واحدة سريعة بعث كمية من الطاقة تزيد على إجمالي طاقة الشمس التي انتجتها على مدى وجودها.
ويؤدي ذلك إلى تدمير غلاف الأرض المغناطسي وجعلها عرضة للأشعة فوق البنفسجية الضارة جدا وتبريدها. وفي الواقع ربما كان انفجار أشعة غاما سبب انقراض الحياة على الأرض منذ 440 مليون سنة.
7) التمزق العظيم
إنه السيناريو الذي سيقضي على الفضاء الكوني بأكمله وليس على الارض وحدها. وتكمن الفكرة في أن القوة الغامضة المسماة بالمادة السوداء تدفع الكون إلى التمدد بتسارع. وإذا استمر التمدد على ما هو عليه الآن فيمكن أن يؤدي بعد مرور 22 مليار سنة إلى انهيار القوة التي ترص الذرات بعضها إلى بعض مسببة ذوبان المادة وتحولها إلى إشعاع.
المصدر: businessinsider.co.id