د. أكرم سليمان الخوري

بدأ بيع الأغذية المعدلة وراثياً في السواق عام 1994، عندما قام كالجين Calgene بتسويق نوع من البندورة (طماطم) المتأخر النضج، والذي أطلق عليه Flavor saver (حافظ النكهة)، والبعض يعود إلى عام 1986 عندما قام الفرنسيون والاميركيون بهندسة نبات التبغ ليصبح مقاوماً لمبيدات الاعشاب، وحالياً أغلب التعديلات الوراثية تركز على المحاصيل ذات القيمة النقدية والطلب العالي من المزارعين، مثل فول الصويا واللفت والذرة والقطن، ليس هذا فحسب، بل تم تعديل المنتجات الحيوانية وراثياً، مثل تعديل الخنزير وراثياً لإنتاج الاحماض الأمينية أوميغا 3.
يقال أن من ضمن أهداف الحصول على الكائنات المحورة وراثياً مكافحة الفقر، وزيادة المردودية في وحدة المساحة، وخصوصا في الدول الفقيرة التي تعاني من زيادة سكانية، ولسد الفجوة الغذائية ومكافحة الآفات والحشرات وغيرها، بحيث تحصد هذه الدول الفقيرة فوائد التقنية.
طرحت على نفسي عدداً من الأسئلة قبل الولوج في كتابة هذا المقال نظراً للأهمية:
هل نستطيع نحن في الدول العربية حصراً، إصدار تشريع لاستقبال الكائنات المحورة وراثياً (علماً أن أغلب الدول العربية أعدت مشاريع هذه القوانين)، مقارنة بالدول الأوربية التي أقرتها في عام 2006؟ سؤال آخر، هل نملك التكنولوجيا لمعرفة ما إذا كان هذا المنتج المستورد هو من الكائنات المحورة وراثياً؟ هل نعرف شيئاً عن المخاطر التي ستنجم عن إدخالها إلى البيئيات الجديدة؟ هل كلها آمنة لتؤكل نتيجة المواد التي تحتويها؟ هل يمكن أن يهرب الجين إلى المنطقة المجاورة وينتقل إلى الأعشاب البرية في الحقل المجاور ويعطيها صفة المقاومة بحيث تصبح بعد ذلك عملاقة تغطي المحاصيل الاستراتيجية الاقتصادية؟ أو يصعب التخلص منها؟
في الولايات المتحدة الأميركية توجد ثلاث هيئات تنظم تشريعات الكائنات المعدلة وراثياً وهي:
1-برنامج خدمة التفتيش الصحي للحيوان والنبات التابع لوزارة الزراعة، وهو مسؤول عن تشريع انتاج (أهمية، التحركات داخل الولاية، المخرج الحقلي) الكائنات الحية العضوية المعدلة وراثياً، والتي تكبح من مخاطر الآفات النباتية.
2-وكالة حماية البيئة الاميركية تعمل على تقييم التأثيرات البيئية المتوقعة، وخصوصا للجينات التي تسخر لصالح انتاج مبيد حشري ما وغيرها من الأعمال.
3-الادارة الاميركية للطعام والدواء التابعة لوزارة الصحة والخدمات الانسانية، تعمل على تقييم المخاطر الصحية والانسانية عندما تسخر للاستخدام البشري.
أي مؤسسات ذات بنى تحتية وتشريعات صارمة إضافة للتوعية والاعلام.
لذلك، لا بد من وجود مجموعة من الدراسات البيئية المطلوبة في الوطن العربي قبل الموافقة على استخدام النباتات المعدلة وراثياً لأغراض تجارية، بالإضافة إلى خطة ضبط ورقابة للتعرف على التأثيرات المحتملة، والتي لم يكن من الممكن التنبؤ بها وتوقعها قبل الموافقة على الاستخدام.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This