“أعطني ناقلة محملة بالحديد… أعطيك عصراً جليدياً جديداً!”
هذا ما قاله الدكتور جون مارتين عالم البحار الأميركي، الباحث في مختبرات “لاندينغ” البحرية في ولاية كاليفورنيا، بمشاركة مجموعة من الزملاء الباحثين. وقبل أيام احتفلت الأمم المتحدة بالغابات عن طريق زرع شجرة في “حديقة الغذاء” تحقيقاً لشعار يوم الأرض 2016، وهو بعنوان “الأشجار من أجل الأرض”.
فكرة مارتين لا تخلو من خيال عبقري، في سؤال هو أن محتوى الغلاف الجوي من الكربون الغازي في تزايد مستمر، فهل يمكن سحب كمية من الكربون الزائد بحيث يعود إلى مستواه الطبيعي (350 جزء بالمليون)، فتختفي آثاره البيئية عن مناخ الكرة الارضية؟ وهل سنبقى نطالب بالتشجير وزيادة المساحة الخضراء فقط؟
المعروف أن الغابات والغطاء النباتي بشكل عام يثبت 50 بالمئة من كمية الكربون الموجود في الجو، والنصف الآخر يثبت في البحار والمحيطات، وهنا اعتمد مارتين على فكرة تحفيز الهائمات المائية (البلانكتون)، لتنمو في المحيط بغزارة، وذلك بتسميد المحيط عن طريق إضافة مخصبات تحتوي على عنصر الحديد الذي تحتاجه هذه الهائمات لنموها، بحيث تزدهر وتسحب مزيداً من ثاني أوكسيد الكربون، وتصنع منه كتلتها الحيوية وهياكلها، من خلال عملية التمثيل الضوئي، ويكون المردود النهائي عودة حرارة الأرض إلى معدلاتها الطبيعية.
يقول الدكتور جون مارتين: “نحن كفريق لا نبالغ، فإن حساباتنا توضح أن عملية تسميد المحيط، يمكن أن تساعدنا في التخلص من ما نسبته 20 بالمئة من الكربون الذي تسببت به الأنشطة الانسانية الجائرة على البيئة، وهي طريقة سهلة وأقل تكلفة في تحقيق الهدف نفسه عن طريق زراعة الغابات على اليابسة”.
تحققت التجربة في منطقة امتدادها 800 ميل من المحيط الهادي، غرب جزر “غالاباغوس” Galápagos.
د. أكرم سليمان الخوري