يظل عالم البحار والمحيطات عالما مليئا بالأسرار والخفايا، ويضم أجمل وأغرب المخلوقات، وبألوان زاهية مختلفة، أكثرها لم يتم اكتشافه بعد، وقد ازداد الإهتمام بالكائنات البحرية، لكونها من الأصناف التي تمد الإنسان بالغذاء وبفوائد عديدة، كما أنها حظيت باهتمام كبير لا سيما على الصعيدين العلمي والطبي.
واحد من هذه الكائنات تم اكتشافه وتصنيفه على يد عالم الأحياء البحرية الياباني الشهير كيكوتارو بابا Kikutaro Baba عام 1938 قبالة سواحل اليابان، كما تم العثور عليه في المحيط الهندي وقبالة سواحل الفليبين.
ويعتبر هذا الكائن من الكائنات الغريبة بعض الشيء، ويعرف باسم “أرنب البحر” (Sea Bunny) ، أما اسمه العلمي فهو .(Jorunna parva)
ويصنف هذا النوع من المخلوقات، ضمن الرخويات البحرية الوحشية، وتسمى الدود البزاق، وتعيش معظم هذه الكائنات في قاع المحيط الهندي بالقرب من شواطئ اندونيسيا واليابان، ويمتد تواجدها حتى المحيط الهادئ، ويبلغ طول “أرنب البحر” حوالي (2.5 سم)، وقد سمي بهذا الإسم من قبل المستكشفين نظرا لشبهه الكبير بالأرنب البري، مع آذان حادة وذيل غريب. وتأتي الأرانب البحرية بألوان مختلفة، منها البيضاء المرقطة ببقع سوداء أو صفراء، أو الخضراء، وهناك بعض الجدل في الأوساط العلمية حول ما إذا كان اختلاف الألوان يمثل اختلاف الفصائل.
هذا النوع من المخلوقات البحرية الغريبة، أصبح مؤخرا من “المشاهير“، بعدما انتشرت صوره على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي في كافة أنحاء العالم، وتلعب أذناها دور الأنف إذ تستشعر من خلالها الروائح، وأذيالها تساعدها على شق طريقها في قاع المحيط بحثا عن الطعام.
ونقلت مجلة “ديب سي نيوز” التي تعنى بأخبار أعماق المحيطات، عن الدكتور كريج ماكلين قوله أن “آذان الأرانب البحرية تستشعر روائح الكيميائيات الذائبة في المياه، فضلا عن استشعار تغيرات مسار التيارات“.
وأشار كريج إلى أن “جميع فصائل الدود البزاق (أرنب البحر) هي من النوع المخنث، أي أنها تنتج الحيوانات المنوية والبويضات معا، ولكن عملية التخصيب لا تتم بشكل منفرد بل بالتزاوج“.
ويقول أنغيل فالديس الخبير بالرخويات البحرية في جامعة بوليتكنيك بولاية كاليفورنيا “نحن لا نعرف على وجه اليقين ما هي وظائف الأعضاء، ولكن ربما تلعب أدوارا حسية“. ويعتبر التزاوج مهما بالنسبة لهذه المخلوقات، ما يضمن استمراريتها، لأنها لا تعيش سوى أشهر أو سنة كحد أقصى.
