تندثر في كل عام وبسرعة فائقة ملايين الهكتارات من الغابات، ما يعد إفراطاً غير محمود العواقب في سوء استغلال الموارد الطبيعية الاستراتيجية، وتهديداً لأعداد كبيرة من النباتات والحيوانات البرية، وتعريضها لخطر الانقراض، ومما لاشك فيه أن لإزالة الغابات آثاراً بيئية بالغة الخطورة على التربة وخصوبتها، وعلى المياه ونوعيتها وعلى المناخ المحلي والعالمي.
تجهز الغابات 45 بالمئة من الانتاج الكلي للمادة العضوية، ويفوق المردود الانتاجي للغابات إنتاج التشكيلات النباتية الاخرى التي تشغل مساحات كبيرة من سطح الكرة الأرضية، حيث أثبتت الدراسات أن 0,33 بالمئة من الطاقة الشمسية التي تحصل عليها الغابات تتحول إلى مادة عضوية، يقابلها 0,1 بالمئة على مستوى السهول الرعوية، و0,25 بالمئة لمختلف أنماط الاستثمار الزراعي، حتى أنه ضمن الغابات نجد أن الغابات الاستوائية تتمتع بمقدرة فائقة على إنتاج المادة العضوية مقارنة بالأنواع الأخرى من الغابات، حيث ينتج الهكتار الواحد منها ما معدله ستين إلى تسعين طنا من المادة الجافة في السنة، بينما ينتج الهكتار الواحد من غابات المناطق المعتدلة من خمسة إلى أربعة عشر طناً في السنة، كما تعمل الغابات الاستوائية من خلال عملية التمثيل الضوئي على تثبيت ما بين واحد أو اثنين كيلوغرام كربون لكل متر مربع في العام، اي ما يعادل عشرة إلى عشرين طن/هكتار/سنة، بينما لا تتعدى ثلاثمئة غرام/متر مربع/سنة في غابات المناطق المعتدلة، أي ما يعادل ثلاثة أطنان/هكتار/سنة، أما على مستوى غابات الكرة الأرضية ككل، فيتم تثبيت ما بين عشرين إلى أربعين مليار طن من الكمية الاجمالية للكربون الموجود في الجو، والتي تبلغ سبعمئة مليار طن المكونة لثاني أوكسيد الكربون الجوي، هذا وتقدر كمية الكربون التي تختزنها النظم البيئية الغابية على سطح الأرض حوالي ثلاثة أضعاف الكمية الموجودة في الجو.
يكاد يكون بطء تحلل البلاستيك هو المشكلة الأساسية التي دعت إلى القول بأن البلاستيك عدو البيئة، ولكن يجب علينا في الوقت نفسه أن ننظر بشكل علمي إلى القسم الآخر من الكأس لأن معظمه ممتلىء، ففي حسبة بسيطة تتناول ملايين الأشجار التي جرى توفير قطعها نتيجة استخدام الأكياس البلاستيكية بديلا عن الأكياس الورقية، تجعلنا نفكر في إعادة النظر في هذه المادة وندعو لها بطول العمر، وخصوصا إذا استطاع العلماء متابعة العمل على اكتشاف الكائنات الحية القادرة على التهام النفايات البلاستيكية (بطريقة التحلل الحيوي)، أو ما نسمع عن دراسات حديثة من أنه يمكن تأمين هذه الأكياس من الشمندر السكري، أو من بذور الأرضي شوكي أو …، علنا نستطيع المحافظة على ما تبقى من الغابات.
لذلك تعد عملية الحفاظ على الغابات الطبيعية وإعادة تشجير ما أزيل منها، فضلاً عن التوسع في عمليات التشجير الاصطناعي، والبحث العلمي الدقيق عن وسائل وآليات للتحلل السريع للبلاستيك لاستخدامه بشكل سليم، من الوسائل الفعالة في إبطاء معدل ارتفاع درجة حرارة الجو.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This