إن المصدر الرئيسي للفلين هو قشرة شجرة السنديان (Quercus)، والسنديان كلمة فارسية معربة قديماً وشائعة في بلاد الشام، والثمرة هي بلوطة وهي كلمة من أصل آرامي.
ويوجد من السنديان أكثر من 200 نوع، منها ستة أنواع في منطقتنا، بينها نوع واحد يمكن أن يعطي الفلين، وهو السنديان العذري أو الأشعر، وينتشر في المناطق المناخية المرتفعة الرطبة والرطبة جداً، لكن مساحاته قليلة لا تسمح باستثماره كدورة إنتاج.
يعتبر شجر السنديان الفليني (Quercus suber) المصدر الرئيس للفلين المتواجد في اسبانيا والبرتغال وإيطاليا وفي المغرب العربي، يتميز بقشرة فضية اللون مشققة، ويعرف هذا الفلين المشقق بأنه فلين مذكر، وهو غير منتظم وقيمته الاقتصادية ضعيفة، لكن عندما نبدأ بنزع هذا الفلين المذكر من الشجرة، وبخاصة من الأشجار التي يصل محيطها إلى ما بين 50 و70 سم، تنمو طبقة منتظمة غير متشققة ذات قيمة اقتصادية عالية تدعى الفلين المؤنث، بحيث يتم استخراج الفلين من لحاء هذه الشجرة عندما يبلغ عمرها نحو عشرين عاماً، بحيث يصبح اللحاء قابلا للتقشير والمادة الفلينية أكثر كثافة، ويصل طول الأشجار حتى 15 متراً وتعمر حتى 400 سنة، تجدد الشجرة نمو ما يسمى بالقلف (القشرة) كل ثمانية سنوات عند تقشيره، والقلف هي المادة التي تنتج مادة شمعية تتحول إلى فلين، أي أن الفلين يزداد أكثر بعد كل عملية تقشير.
يعد الفلين من أقدم المواد التي استخدمها الانسان، حيث ظهرت قبل قرون عدة قبل الميلاد واستخدمت في صناعة الصنادل، وكذلك لتعويم شبكات الصيد كونها مادة خفيفة تطفو على سطح الماء، وهي مادة كالإسفنج خفيفة الوزن، تستخدم كمادة عازلة أيضاً سواء ضد الماء فهو لا يمتص الماء بسهولة، والحرارة والكهرباء حيث يستخدم لأغراض التبريد، أي يتم استخدامه كمادة مبطنة لتخزين اللحوم والمعلبات والمثلجات، كما يستخدم كمادة عازلة للصوت، حيث يتم حشو الاسقف والجدران بمادة الفلين لعزل الصوت.
ومن أهم مميزات الفلين أنه يتحمل الضغط العالي، فهي من أحسن “سدات” الأنابيب والقناني والقوارير، لدرجة أنه بدأت الشكاوى على معامل النبيذ بأنها أكبر مستهلك لهذه المادة، ويدخل أيضاً في صناعة مشمعات الأرضيات، وذلك عن طريق خلط مسحوق الفلين مع زيوت بذرة الكتان، ويتم عجنه في ماكينات خاصة، وبعدها يتم نشره على قطع من القماش حتى يتماسك جيداً، ويجف بعد ذلك مشكلاً قطعة من المشمعات الأرضية.