يعتبر العامل العنصر الأساس في عملية الإنتاج، وفي الوقت عينه هو الحلقة الأضعف من حيث الحقوق، ويطاوله الظلم في الكثير من الدول. على الرغم من دوره الاجتماعي والاقتصادي، إلا أن ثمة مثالا صارخا على ما يواجه العمال في الولايات المتحدة الأميركية، كشفت عنه منظمة “اوكسفام” البريطانية بعد نشر تقريرها بعنوان Lives on the line الأسبوع الماضي، حول ظروف العمل في مزارع ومصانع الدواجن في الولايات المتحدة الأميركية. وتبين من خلال التقرير ان معظم المزارع تمنع العمال من دخول دورات المياه خلال دوام العمل (أي ما بين 8 و 10ساعات كاملة) بهدف زيادة الانتاجية، ما دفع بالعمال الى استخدام الحفاضات.
هذا الفعل ليس انتهاكا لقانون العمل فحسب، وإنما انتهاكا لحرية الانسان وكرامته، اذ لا يحق لأي انسان أن يمنع الأخر من دخول المرحاض طيلة ثماني ساعات متواصلة.
وذكر التقرير ان مصنع “تايسون” هو المصنع الرئيسي من حيث معاملة الموظفين معاملة غير إنسانية، وبعد نشر هذا التقرير، تحركت العديد من المجموعات المناهضة لاحتكار حقوق الانسان، متهمين المصنع بأنه يستغل حاجة هؤلاء العمال للمردود المادي. كما تحرك العديد من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لإعادة ابسط وأسمى الحقوق لهؤلاء العمال الكادحين.
وأطلقت المنظمة البريطانية وسم #GiveThemABreak الذي بدأ ينتشر بشكل واسع.

حقوق الإنسان

وفي هذا المجال، لا بد من إعادة التذكير، بتطور مفهوم حقوق الإنسان على الصعيد الدولي منذ العام 1948، عندما اعتمد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويكرس الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الحقوق الأساسية الـ 30 التي التزمت الدول الموقعة على احترامها وتنفيذها داخل أراضيها. كما شملت العديد من الدول بعض هذه الحقوق في دساتيرها.
ويجدر الإشارة ان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يتضمن مثلا عليا تسعى النقابات للوصول إليها، وليس ملزماً قانونيا.
لا شركة من دون عمال ولا إنتاجية بدون عمال، هم عنصر أساسي في تطور الشركات، ومع تطور العلم وصل الباحثون الى استنتاج ان “العمال أولا والزبائن لاحقا” كما يشير كتاب الدكتور فينيت نايار.
تعمل الشركات الآن على “الاستثمار بموظفيها” عملا بمبدأ تعليمهم اليوم للاستفادة من خبرتهم في المستقبل.
ولا يمكن التحدث عن العمال دون أن نتذكر قصيدة الشاعر أحمد شوقي بعنوان “أيها العمال”:
“أَيُّهـا العُمّـالُ أَفنـوا الــــــ عُمـرَ كَـدّاً وَاِكتِسابـا
وَاِعمُروا الأَرضَ فَلَـولا سَعيُكُـم أَمسَـت يَبابـا”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This