يعتبر نهر “ميكونغ” في فيينتيان Vientiane، عاصمة لاوس، البالغ طوله 250 كلم، واحدا من اهم مراكز استقطاب السياح في العالم، خصوصا في دولة تايلند، إذ ينبع من هضبة التيبت ويجري عبر أراضي إقليم يونان في الصين ثم في بورما (ميانمار) ولاوس وتايلند وكمبوديا، ويسير بعدها في أراضي فيتنام مكونا دلتا نهر الميكونغ حيث يصب في النهاية في بحر الصين الجنوبي.
في بداية شهر شباط (فبراير) من عام 2001 زادت نسبة جذبه للسياح بطريقة كبيرة، وذلك نتيجة لفظه كرات حمراء متوهجة تذهب الى السماء، وتختفي دون اصدار أدنى صوت او أي نوع من أنواع الضجيج.
هذه الكرات الحمراء الغامضة، التي يتراوح حجمها بين نقطة نارية خفيفة بحجم ذبابة وبين نور كبير بحجم كرة السلة، أثارت فضول السياح والعلماء لمراقبتها ومعرفة سبب وكيفية انطلاقها من النهر باتجاه السماء.
على أثر الحادثة ارتأى العلماء دراسة بعض البحيرات والانهر المجاورة، لمعرفة ما اذا تواجدت فيها نفس الحالة وأتى التحليل بالإيجاب، واتضح ان معظم الموارد المائية في المدينة وجوارها تعاني من المشكلة نفسها.

غازات بركانية

بعد التعمق أكثر في الموضوع، وجد العلماء سجلات قديمة محفوظة في “معبد وات لوانغ”، ذكر فيها وجود ظاهرة نارية غريبة في النهر والبحيرات، كما ورد الموضوع عينه في مذكرات الجنود البريطانيين الذين تواجدوا في المنطقة خلال ستينيات القرن الماضي.
وبعد تواجد العلماء في المنطقة اكتشفوا أن الأمر طبيعي جدا بالنسبة للسكان المحليين الذين يحتفلون في شهر تشرين الأول (أكتوبر) بخروج الكرات من النهر، الا ان توقعاتهم بضبطها لتصويرها لا تفلح دائما، ولذلك لا تتوافر العديد من الصور لتوثيق هذا الحدث.
وبعد سنوات من التحاليل والدراسات حول الموضوع، اعتبر العلماء ان السبب الأكثر ترجيحا لصعود الكرات، هو غاز الميثان لكن هذه النظرية تم نفيها لعدة أسباب، أبرزها ان هذا الغاز ليس خفيف الوزن، لذلك يصعب عليه الانطلاق بهذه القوة في الهواء، كما انه فور احتراقه يشكل سحابة بيضاء سامة، وبالتالي لا ينطبق هذا الامر على ما يجري في النهر.
بعد تجاهل أول تحليل للموضوع راح العلماء يقولون ان هذه الغازات البركانية هي نتيجة تكوين الغازات في الرواسب النهرية، خلال اكتمال القمر، مرفقين تحليلهم بدراسات وشواهد عن تأثير الأشعة فوق البنفسجية والشمس على هذه الرواسب.
وأفاد السكان المحليون ان الكرات كانت صغيرة الحجم، وترتفع مسافة لا تذكر عن سطح الماء، اما الان فأصبحت كبيرة جدا وتنطلق عاليا جدا كالمفرقعات النارية.
في الختام، حلل البعض ان السبب ممكن ان يعود للإنسان، في محاولة لخلق حادثة غريبة تستقطب السياح، الا ان هذا الاحتمال صعب جدا، أولا لأن الكرات تظهر أحيانا في أماكن منعزلة جدا، وثانيا لعدم تبيان ذلك رغم كل الدراسات التي أجريت.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This