سمحت أزمة النفايات الأخيرة التي واجهت لبنان وما تزال منذ صيف 2015، بتقدم بعض المؤسسات التجارية لتوفير حلول آنية، ومنها الترويج والتسويق لمنتج هو عبارة عن آلة توضع في المطبخ، مهمتها هضم وفرم فضلات الطعام والتخلص منها في مجاري الصرف الصحي، دون الأخذ في الإعتبار إن كانت مثل هذه الخيارات تمثل بعض الحلول العملية، للتخفيف من حجم النفايات العضوية.

ويتم الترويج لهذه الالات عبر وسائل الإعلام، على أنها الحل “الأمثل”، وأن “اعتماد هذه التقنية في المصدر كالمنازل والمطاعم والمؤسسات سيساهم بإنجاح الخطة عبر تقليص حجم النفايات” ولا سيما العضوية منها، وتبلغ نسبتها من اجمالي النفايات في لبنان ما بين 60 و 70 بالمئة، ودون اعارة الإهتمام في ما إذا كان هذا الحل يستوفي الشروط التي من شأنها التخلص فعليا الحد من هذه النفايات، دون الإضرار بنظم أخرى.

منذ فترة وجيزة يجري الإعلان عن آلة “Kitchen Waste food grinder”، وهي آلة تختص بفرم النفايات العضوية (بقايا طعام،خضار، فواكه، قشور، لحوم) وغيرها. ويتم تثبيتها تحت حوض المطبخ (المجلى) وترمى فيه النفايات، وتقوم الآلة بفرمها بثوان لتتحول مع المياه الى سائل يجد طريقة إلى مياه الصرف لصحي.

حل جزئي

ويعتقد أنه بهذا الحل يمكن تقليص حجم النفايات، وبالتالي لا يبقى سوى البلاستيك والكرتون والمعادن، دون النظر في سلبيات هذا “الحل”، أو ما اذا كان استعمال آلة كهذه يصلح في بلد كلبنان على غرار البلدان الأخرى التي تستعين بها.

في هذا المجال أشار جول حاتم، مهندس في مجال التكنولوجيا الصناعية، في حديث مع Greenarea.me إلى أن “الإستعانة بهذه الآلة يعتبر حلا جزئيا وليس كاملا، وذلك بسبب اتصال هذه الآلة بشكل مباشر بقساطل الصرف الصحي، خلافا للتقنية المتبعة في البلدان المتقدمة، التي تعتمد تحويل النفايات العضوية إلى (كومبوست) بعد فرمها بهذه الآلة دون ارسالها عبر تمديدات الصرف الصحي”.

وأوضح حاتم أن “هذه التقنية من الصعب اعتمادها في لبنان، إلا في حالة عدم وصلها نهائيا بحوض المطبخ، لأن محطات التكرير لدينا غير مجهزة لتكرير مياه مبتذلة تحتوي على نفايات عضوية، والتي تساهم بشكل كبير في زيادة نسبة الملوثات في مياه الصرف الصحي، وبالتالي لا قدرة للمحطات على تكرير هذا النوع من المياه، الأمر الذي يزيد الأمور تعقيدا، ويزيد من تلوث مياه الأنهار والبحار”. وأضاف: “أما في حال عدم وجود محطات لتكرير المياه، فنحن أمام خطر حقيقي وكبير، فذلك يعني أن مياه الصرف الصحي تتجه إلى بحارنا وأنهارنا دون تكرير، الأمر الذي يساهم بجعل مياهنا العذبة مرتعا للملوثات، وبالتالي نشوء أزمة تلوث الثروة المائية”، لافتا إلى أن “قياسات قساطل الصرف الصحي أو البنى التحتية غير مجهزة لإستيعاب هذا الكم الهائل من الضخ”.

وأضاف حاتم: “أما اذا تمت الإستعانة بها في المناطق الجبلية، خصوصا وأن أكثرها يعتمد على الجور الصحية، فهذا يعني أن المواد ستتخمر داخل الجور وسينتج عنها غاز الميثارن أو غاز الأمونياك وكلاهما يسببان الروائح الكريهة، والتي تشكل خطرا على الجهاز التنفسي للإنسان، فضلا عن التسرب إلى المياه الجوفية وتلويثها أيضا”.

تبقى الإشارة إلى أن هذا النوع من الآلات المستخدمة في الكثير من دول العالم، تفترض دراسة علمية شاملة، للوقوف على إيجابياتها وسلبياتها، وما إذا ممكنا تعميمها في لبنان.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This