تعتبر “سنديانة زغلة” في منطقة حاصبيا في الجنوب اللبناني من اكبر اشجار السنديان المعمرة في لبنان، حتى أن ليس ثمة من يعرف عمرها بالتحديد، ما يفترض دراستها من قبل خبراء في العلوم الطبيعية، وتأمين سبل حمايتها، خصوصا وأنها تعتبر واحدة من أهم المعالم الطبيعية في لبنان، إلى جانب العديد من الأشجار المعمرة، ومن بينها السنديانة التي تتصدر دارة النائب فؤاد سعد في بلدة عين تراز – قضاء عاليه، والتي يقال أن الأمير فخر الدين المعني الثاني كان يستظل فيئها، فضلا عن أشجار زيتون في الجنوب ومناطق عدة من لبنان، دون أن ننسى بالتأكيد أشجار الأرز الدهرية في شمال لبنان والشوف.
تظلل “سنديانة زغلة”جانبا كبيرا من حديقة منزل النائب انور الخليل، إلا أنها تعرضت خلال السنوات القليلة الماضية لأمراض عدة، وصلت الى حد يباس الكثير من اغصانها الوارفة، كما تسببت الثلوج بتكسير بعض فروعها، ما دفع القيمين عليها الى المبادرة في اتخاذ التدابير لحمايتها والحفاظ على جمالها وتأمين ديمومتها، وذلك بالرغم من قدرتها على مقاومة عوامل الطبيعة، إلا أن الأمراض تتسبب بعجزها فتكون عرضة لمخاطر كثيرة، خصوصا الأمراض غير المعروفة، التي تضرب هذا النوع من الاشجار. وقد ساهمت الإجراءات المتخذة دون يباسها، بحيث بدأت تستعيد جمالها واخضرارها ونموها بشكل طبيعي.
معلم سياحي
هذه الشجرة، وبحسب تقديرات خبراء، يرقى عمرها إلى أكثر 1000 عام، فيما يتخطى ارتفاعها الخمسة عشر مترا، أما قطرها فبحدود الثمانية سنتيمترا.
ترتفع وسط “زنار” من الباطون المسلح، وبدت شامخة في وجه الرياح والطبيعة القاسية والحروب والحرائق والصواعق، وكانت محط عناية، فعمل خبير زراعي على رشها بالمبيدات وطلاء جذعها بنوع من الأدوية ،كما تم اسناد اعمدتها المهددة بالسقوط، بدعائم حديدية.
“سنديانة زغلة” أصبحت موضع جذب سياحي، بعد أن تحولت معلما يدرك الناس أهميته وفرادته، خصوصا في فصل الصيف، حيث يأتي الزوار من مختلف المناطق لالتقاط الصور، لا سيما بعد ان وضعت في محيطها اعداد كبيرة من المقاعد، تتراوح بين الـ 100 والـ 250 مقعدا، وينعم الزوار بظلاها لينعم وسط ومناخها يتسم بالبرودة وسط هواء عليل،