عديدة هي المشاكل الناتجة عن أشعة الشمس، إن كان خلال أو بعد التعرض لها، خصوصا وأن التعرّض المفرط لأشعة الشمس، مع دخولنا فصل الصيف، أي موسم الذهاب الى البحر، قد يسبّب حروقاً بمختلف الأحجام والدرجات، من مجرد احمرار البشرة ومن ثم تقشّرها وصولا إلى سرطان الجلد.
في هذا السياق، يشير الدكتور رياض سعد، المتخصص بالأمراض الجلدية والتجميل في مستشفى الشارقة الجامعي في الإمارات العربية المتحدة، في حديث لموقع greenarea.info الى أنّ درجة الحرق تتعلّق أساساً بنوعيّة البشرة وشدّة التعرض للشمس (المدة الزمنية للتعرض، والارتفاع (في الجبال أو على شاطئ البحر).
أمّا مخاطر التعرّض المفرط للشمس على المدى الطويل، فقد يؤدّي الى استنفاد القدرة على حماية البشرة من الأشعّة ما فوق البنفسجية، ويُسرّع بالتالي شيخوخة البشرة. ويضيف الدكتور سعد أنّ “أحد أكبر المخاطر هو المتعلّق بسرطان الجلد الذي يصيب أجزاء الجسم الأكثر عرضةً للشمس، مثل الوجه والأذنين وفروة الرأس والعنق وظاهر اليدين.
في المقابل، يؤكّد الطبيب المختصّ بالأمراض الجلدية أنّ الفيتامين “دال” D الذي يمكن اكتسابه من خلال التعرض للشمس، هو أحد أهم أنواع الفيتامينات التي يحتاجها جسم الانسان، لا سيما لناحية العظام، على الرغم من امكانية اكتسابه من خلال بعض الأطعمة أيضاً.
هنا، يؤكد سعد أنّ التعرض للشمس يجب أن يتم وفق شروط معينة، وفي أوقات معينة لعدم الحصول على نتائج سلبية.
غير أنّ مراقبة أوقات التعرّض للشمس بغية الحصول على كمية جيدة من الفيتامين “دال” D، دون الإضرار بالصحة، فهو أمر معقّد للغاية حتى الآن!

se-2016-002446_0006

فقد أعلن فريق من العلماء الاستراليين عن اختراع جهاز جديد قادر على استشعار حجم تعرّض البشرة للشمس. وفي حين أنّ معظم أنظمة استشعار التعرّض للأشعّة ما فوق البنفسجية تتطلّب أجهزة حديثة لتفعيلها، كأجهزة المحمول المتطورة، يوجد في السوق اليوم أنظمة استشعار تستخدم لمرة واحدة، تكمن مشكلتها في خللين بارزين: الأول أنّها تستخدم موادا مضرة بالبيئة، وبالصحة. والخلل الثاني يتعلّق بعدم قدرتها على التعامل مع كافة أنواع البشرة، فتكون صالحة لنوع واحد دون غيره.

se-2016-002446_0004

لذلك، أعلن الدكتور جاستن غودينغ، مسؤول مجموعة الأبحاث المتعلّقة بأجهزة الاستشعار والأنظمة الحيوية في “جامعة نيو ساوث ويلز” الاسترالية، أمس، عن توصّل فريقه الى اختراع جهاز استشعار لحروق الشمس، يعمل وفق مبدأ الطبع عبر نفث حبر مكوّن من ديوكسيد التيتانيوم، وهو مركّب غير سام وغير مكلف، وصبغة طعام على ورقة، بحسب ما ذكرت الجمعية الكيميائية الأميركية acs.org.

se-2016-002446_0003

حين تضرب نسبة معيّنة من الأشعة ما فوق البنفسجية ديوكسيد التيتانيوم، يتفاعل الأخير مع صبغة الطعام، فيغيّر لونها، محذّراً بذلك الناس إلى ضرورة إضافة واقٍ من أشعة الشمس، أو الابتعاد عنها. ولضبط جهاز الاستشعار ليناسب مختلف أنواع البشرة واستخدام المراهم الواقية من الشمس، أضاف اليه العلماء فلاتر الكثافة المحايدة للأشعة ما فوق البنفسجية، التي سيكون بوسعها تسريع أو إبطاء عملية تغيّر اللون.

se-2016-002446_0002

تعليقاً على هذا الاختراع، يعقّب الطبيب المتخصص بالأمراض الجلدية والتجميل رياض سعد، لموقع greenarea.info أنّ من شأن هكذا اختراع نقل مكافحة حروق الشمس الى مستوى جديد تماماً، حيث سيكون بالإمكان قياس حجم التعرّض للأشعة ما فوق البنفسجية بدقة، ما سيحول دون إصابة المزيد من الناس بحروق ومشاكل وصولا الى الأمراض الجلدية.
ويشير الدكتور سعد الى أنّ “هذا التطوّر الحاصل في مجال أجهزة الاستشعار سيؤدي من كل بد الى تطوّر متناسب في مجال مكافحة الأمراض الجلدية، وهو ما نهدف إليه”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This