للمرة الأولى منذ أكثر من ربع قرن، تعود الحياة إلى ربوع أحد المنازل القديمة في مدينة النبطية، إلى دارة الراحل حسن حمدان، أول رئيس منتخب للبلدية في المدينة، بعدما قضت مساحات الاسمنت على مجمل هذه البيوت، ومنها السراي القديمة «العثمانية» وقصر «آل الفضل»، من دون أن تتدخل البلديات المتعاقبة للحد من هذه «المجزرة» التراثية التي اصابت عاصمة جبل عامل.
مبادرة إحياء الدار أطلقها «النادي الحسيني» في النبطية بمساهمات وتبرعات من عدد من الميسورين، وبعمل دؤوب استمر نحو ثلاث سنوات، فأخرجت هذا المعلم الى النور بعدما ترك فيه العدوان الإسرائيلي أثراً بالغاً وعبثت فيه يد الأهمال وكادت أن تجرفه الجرافات.
«عاد هذا البيت ليرتفع وسط المدينة لوحة تراثية زاهية، لينظم ويستضيف ويرعى أنشطتها الأدبية والتربوية المتنوعة، ويضم تحت قرميده قطعاً ومقتنيات مختلفة تحكي حياة الأمس وصوراً لأعلام ورجالات المدينة وجبل عامل، مذيلة بتراجم موجزة عنهم، وفاء لذكراهم، وعرفانا بجميل ما قدموا» يقول إمام المدينة الشيخ عبد الحسين صادق ويردف «ما هذا المشروع إلا خطوة في اتجاه حفظ التراث ونفض الغبار عن ذاكرة مدينتنا وتاريخها الزاخر بقيمه وجمالاته ».
عادت الحياة إلى «بيت الزمن الجميل» وهي التسمية التي أطلقت على الدار المرممة، بعدما تراصفت في باحتها نحو 13 سيارة قديمة من أعمار (إنتاجات) مختلفة، ومنها سيارة فورد «أبو دعسة» (موديل 1927) وعربة قديمة وغيرها.
أما الدار، فاستعادت مجدها وأبوابها وشبابيكها وأقواسها والسقف الخشبي، واستعادت الكثير الكثير من مقتنيات وأدوات و«كواير» ومؤونة.