أصبح يوم البيئة العالمي في الخامس من حزيران (يونيو) من كل عام، أكبر من مناسبة مخصصة للاحتفال وإلقاء الكلمات والخطب كسائر المناسبات، فهو بات يمثل فرصة للإضاءة على ممارسات عملية لنشاطات بيئية، تقدم إضافات جديدة في مسار يهدف إلى الحد من الكوارث التي تهدد هذا الكوكب، خصوصا وأن تفاقم ظواهر تغيير المناخ اصبحت تقلق العالم من أقصاه إلى أقصاه، ومن هنا بات هذا “اليوم” يمثل المنصة الاوسع والأهم لتوعية الجمهور، وحثه على العمل بإيجابية حيال استهلاك مدروس اكثر للموارد الطبيعية التي يوفرها الكوكب على نحو مستدام، وسط تحديات كبيرة يفرضها ارتفاع معدل النمو السكاني.
أما في لبنان، وفي الوقت الذي تنطلق فيه المؤتمرات البيئية وتعقد الاتفاقيات، وتقوم الجمعيات المحلية والدولية بنشاطاتها للتوعية والحد من الكوارث، نرى الحكومة تمعن في تجاهلها قضايا البيئة والاستدامة وفي مقدمها أزمة النفايات، وكأنها تؤثر الترويج للبنان على انه “بلد النفايات”، باستخفاف لم نشهد مثيلا له في العالم، ضاربة عرض الحائط كل القيم البيئية التي تهدد صحتنا واقتصادنا، وبالتالي طبيعة لبنان البحرية والبرية، في بلد كان قد ارتقى الى العالمية بشهرته السياحية وطبيعته الخلابة، ليس هذا وحسب، فالفضائح البيئية تؤكد بأننا محكومون من مافيا سياسية آخر ما يعنيها الوطن ومصلحة المواطن.
ولكن يبقى هناك أمل، من خلال مؤسسات المجتمع الأهلي التي تقدم اضافة مهمة للبيئة، وتساهم، رغم كل الصعوبات القائمة، في رفع مستوى الوعي حيال قضايا نواجهها، وهذا ما تجلى جنوبا في إحياء يوم البيئة ليس كمناسبة ظرفية، وإنما كمهمة يومية.
من الصرفند الى صيدا وعاليه
وفي هذا السياق، أشار سليم خليفة رئيس “جمعية الحفاظ على البيئة” في الصرفند لــ greenarea.info إلى أن “الجمعية شاركت في نشاطات اليوم العالمي للبيئة التي نظمتها جمعية CARE الدولية، بالتعاون مع جمعية التنمية للإنسان والبيئةDPNA “.
واضاف “قمنا بالاطلاع في مركز معالجة النفايات في صيدا، على كيفية استقبال النفايات وفرزها ومعالجتها، وتلا الزيارة نقاش مع ادارة المركز، ثم عدنا الى صيدا الى مركز جمعية “التنمية للانسان والبيئة” واقيمت ثلاث محاضرات حول مياه الشفة والمياه البحرية وتلوثها، واختتم النهار بزيارة لـ “مركز التعرف على الحياة البرية والمحافظة عليها” Animal Encounter وشارك في هذا النشاط نحو 40 شخصا”.
ونقل خليفة عبر موقعنا greenarea.info “توصية وتمنٍّ من مركز النفايات في صيدا بمعالجة النفايات من المصدر، كون المعمل يعاني من تراكم الزجاج والبلاستيك، وخلط النفايات مع بعضها”.
وقال “هذا طلب خاص، فهذا المركز، أو اي مركز يهمه النفايات بأوزان مرتفعة (كميات كبيرة)، الا ان مركز صيدا اعلن عن استعداده لتسلم النفايات المفروزة وان كان العضوية منها فقط، ما يؤكد على أهمية عمل الجمعيات البيئة والأهلية التي تتابع عملية التوعية بالفرز من المصدر”، واضاف انه “لا بديل عن هذا الحل، خصوصا وان طبيعة المراكز المعالجة للنفايات تعنى بمعالجة النفايات العضوية وليس النفايات المنزلية، وطالب بأن “تولي البلديات أهمية لمسألة الفرز من المصدر”.
الحملة الاهلية للنظافة في صور
وأكد رئيس “جمعية الحفاظ على البيئة” في مدينة صور أحمد فرج لـ greenarea.info أن “النشاطات البيئية التي تنفذها الجمعية مستمرة على مدار السنة، أحدها انطلق قبل مدة، وما زال مستمرا في حملة أطلقنا عليها (الحملة الاهلية للنظافة في مدينة صور)، وبدأنا بنشاطات لتوعية اهل المدينة بالتعاون مع جمعيات بيئية عدة، وقمنا حتى الآن بتوزيع المستوعبات على بعض أحياء المدينة، ونجح العمل مع الاهالي في فرز النفايات من المصدر”.
وأشار فرج إلى أن “الحملة ستشمل كامل أحياء المدينة”. أما عن الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، فقال: “نظمنا مع بلدية صور يوما رياضيا دعت إليه اللجنة الاولمبية اللبنانية تحت اشراف الاتحاد اللبناني لالعاب القوى، تخلله سباق وعروضات رياضية والعاب شاطئية وعروضات تزلج مائي، كما اننا وفي اطار عملنا الاسبوعي كل نهار سبت في شارع المشاة، خصصنا حيزا من الشارع لعرض منتجات وصناعات بيئية لربات البيوت واصحاب الحرف، فضلا عن ورش عمل للرسم والنحت والخط على شاطئ البحر”.