مع استعادة المكبات العشوائية في معظم قرى وبلدات ساحل قضاءي الشوف وعاليه، عقب إقفال مطمر الناعمة الشهر الماضي في التاريخ المحدد وفقا لخطة الحكومة، عاود “مكب المشرف” في قضاء الشوف عمله، في هذه المنطقة المشهورة بمرافقها السياحية، ومواقعها الطبيعية، واسمها “المشرف” يشي بأهمية موقعها المطل على البحر.
والمشكلة لا تقتصر على إعادة فتح مكبات النفايات فحسب، وإنما تطاول السلامة العامة، ذلك ان المكبات غالباً ما يتم اختيارها في مواقع بعيدة عن الأحياء السكنية، وتكون الطرق المفضية إليها عبارة عن ممرات ضيقة وعرة، والسير عليها بشاحنات محملة بأطنان النفايات يكون محفوفا بالمخاطر، وهذا ما حصل على الطريق إلى مكب المشرف، بين الدامور والسعديات، فعند حوالي الساعة الحادية عشر من صباح امس الثلاثاء، أدى انقلاب شاحنة محملة بالنفايات تابعة لبلدية المشرف الى وفاة سائقها سوري الجنسية ويدعى يونس مصطفى الميرعندي على الفور، واصابة المرافقين للسائق محمود احمد عبد الرزاق وابنه اكرم عبد الرزاق بجروح بليغة وكسور، وتم نقلهم على الفور الى أحد المستشفيات القريبة، بعد تدخل الصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني.
مصدر مسؤول في الدفاع المدني – المركز البحري في الجية قال لـ greenarea.info: “تدخلنا في عملية الانقاذ بعد أن أبلغنا بفقدان الابن اكرم عبد الرزاق نتيجة سقوط الشاحنة في أحد المهاوي السحيقة، على عمق يزيد عن الأربعمئة متر وتم العثور عليه ونقله الى المستشفى للمعالجة.
وأشار الناشط البيئي زياد المهتار لـ greenarea.info أن “معظم المكبات المستحدثة أعيد فتحها، ومن بينها مكب المشرف، بعد إقفال مطمر الناعمة قبل نحو ثلاثة أسابيع، باستثناء عرمون، الشويفات – خلدة، المعروفية، بشامون ديرقوبل وعين عنوب”، ولفت إلى أن “هذه البلدات تنقل نفاياتها من ضمن المناطق المشمولة بمشروع الكوستابرافا المخصص لبيروت والضاحية الجنوبية بحكم موقعها الجغرافي القريب من الكوستابرافا”.
أما رئيس بلدية المشرف السابق يوسف اسكندر عون فأشار إلى أنه سمع بالحادث “من الناس”، ونفى أن يكون هناك مكب نفايات، وإنما “منطقة توضع فيها النفايات مؤقتا وتعالج في ما بعد”.
وتعذر التواصل مع أعضاء البلدية الجدد لمعرفة سبل التعويض عن ضحايا الحادث، وما إذا كان الحادث مشمولا بالتغطية الصحية من قبل البلدية أو متعهد نقل النفايات، ما يعني أن الأمور ستظل مشرعة على ما تخلف النفايات من أضرار، دون التقليل من مخاطر تطاول العاملين في نقل النفايات من مكبات عشوائية غير مجهزة أساسا، وهي تأخذ في الغالب صفة “المؤقت”!