يبلغ عدد الأطفال العاملين في العالم حوالي 168 مليون، 85 مليون منهم بمحيط الأعمال الخطيرة و99 منهم يعملون في قطاع الزراعة. كما يتوزع عمل الأطفال على عدة قطاعات كالتعدين والصناعات التحويلية والسياحة.
ولمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، عقدت منظمو الأغذية الزراعية (فاو) ومنظمة العمل الدُولية، جلسة حوار تحت عنوان “عمل الأطفال في الزراعة في لبنان… نحو دعم متكامل لخطة العمل الوطنية لمكافحة عمل الطفل”، وذلك في “فندق الكراون البلازا – بيروت”، بمشاركة حياة عسيران ممثلة منظمة العمل الدولية، المكتب الإقليمي للدول العربية، وصولانج متى سعاده ممثلة منظمة الفاو ورئيسة وحدة عمل الاطفال في وزارة العمل نزهة شليطا.
وركز اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال لهذا العام، والذي يصادف في الثاني عشر من حزيران (يونيو)، على عمل الأطفال في مجالات الإنتاج المختلفة بشكل خاص، وعلى عمل الأطفال بالزراعة بشكل عام.
دورة الكترونية لمكافحة عمل الأطفال
وكانت المنظمتان قد أطلقتا دورة التعلم الإلكترونية لمكافحة عمل الأطفال، الذي حددته الأمم المتحدة، في حزيران (يونيو) من العام الماضي.
وتندرج هذه الدورة في اطار التواصل بين الفاو ومنظمة العمل الدولية من جهة، وبين صانعي القرار ومصممي ومنفذي البرامج والباحثين والإحصائيين في المجال الزراعي من جهة أخرى، لضمان شمول تدابير مكافحة عمل الأطفال في برامج التنمية الزراعية والريفية، خصوصاً تلك التي تستهدف عائلات المزارعين الصغيرة، من أجل زيادة الوعي لناحية أهمية قضايا عمل الأطفال.
دليل “حماية الأطفال من المبيدات!”
ووضع دليل “حماية الأطفال من المبيدات!” بالتعاون بين منظمة “فاو” ومنظمة العمل الدولية، كأداة تدريبية بصرية سهلة الإستخدام لمساعدة المرشدين الزراعيين، والمعلمين في المناطق الريفية، ومفتشي العمل، ومنظمات المنتجين على تلقين المزارعين وأسرهم حول كيفية تقليل المخاطر المبيدات الزراعية في المنزل والمزرعة. كما يتيح التعرف والاستجابة لأعراض التسمم أو لمس المواد السامة.
ويتألف الدليل المصور من ثلاث وحدات رئيسية، هي: كيف يتعرض الأطفال لمبيدات الآفات، ما هي المخاطر الصحية التي تجعل الأطفال عُرضة لذلك على نحو خاص؟ ما يمكن القيام به للحد من تلك المخاطر؟
ويجري دعم الجهود الرامية إلى تكييف الدليل الجديد وتشجيع استخدامه على نطاق أوسع من جانب معاهدة روتردام، وهي اتفاقية متعددة الأطراف لتعزيز تقاسم المسؤوليات بالنسبة لواردات المواد الكيميائية الخطرة. وتقوم منظمة الفاو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) بدور الأمناء على المعاهدة الدولية.
الأطفال أكثر عرضة للخطر
يعتبر الأطفال عرضة على نحو خاص لأخطار المبيدات، نظراً إلى أسباب بيولوجية وسلوكية مختلفة.
ويتنفس الأطفال الهواء أكثر من الكبار، ولذا يستنشقون مزيداً من الغبار والأبخرة السامة وقطرات الرذاذ. وبالنسبة لوزن الجسم، يحتاج الأطفال إلى تناول الغذاء والشراب أكثر من الكبار، وإذا كان الطعام ملوثاً فإن ذلك يجعلهم عرضة اكثر لإستيعاب المزيد السموم. كذلك، فإن المساحة السطحية في جِلد الطفل لكل وحدة من كتلة الجسم أكبر من الشخص البالغ، ولذا فإن جلدهم أكثر عرضة للتلف. وبالتالي قد تؤدي كل هذه العوامل إلى زيادة امتصاصهم للمواد الكيميائية، ذلك أن أعضاء الأطفال أقل قدرة على التصدي لسموم المبيدات، وذلك بسبب نموهم غير المكتمل، وضعف جهاز المناعة لديهم.