لعله موسم حرائق الاحراج يتزامن عادة مع ارتفاع درجات الحرارة، ويهدد ثروتنا الحرجية، الآخذة في التراجع أساسا، والإنحسار إلى مستويات خطيرة، ولكن لحرج بلدة العباسية شرقي مدينة صور حصة تختلف وتزيد عن باقي الاحراج، خصوصا وانه لا يكاد يخمد حريق حتى يشتعل آخر أكبر وأشد خطرا، ما ينذر بخسارة محتمة لهذه الثروة اذا ما بقيت تحت وطأة الاهمال والحرائق المفتعلة، علما ان المديرية العامة للدفاع المدني لم تقصر من ناحية اعطاء التوجيهات والارشادات حول التوعية من مخاطر الحرائق، ولم تتوان عن تقديم المساعدة وتنفيذ مهامها. مواكبة greenarea.info عند التاسعة من صباح اليوم اندلع حريق كبير في حرج بلدة العباسية، وقد واكب موقعنا greenarea.info الدفاع المدني في مهمة اخماد الحريق، والتقطت الصور واخذ بعض الاحاديث من المواطنين المتواجدين في الحرج ،وكانت المفاجأة الكبرى إهمال وثقته بعض الصور تؤكد ان لا رقابة على هذا الحرج. ويبرز العنصر البشري كمسبب أساس لمثل هذه الحرائق بالدرجة الاولى، اضافة الى ارتفاع درجات الحرارة، وسط ما نشهد من موجة حر فوق معدلاتها السنوية، ما يساهم في تحويل النباتات وقودا لها. النفايات جزء من المشهد وبدا جليا اليوم أن يد العبث حاضرة، وأن الاهمال سيد المشهد، لتغدو البقعة الخضراء مساحة من النفايات وقوارير الزجاج والبلاستيك والكرتون تحت اشجار معظمها بحالة سيئة تحتاج الى العناية، تقليما وريا ومعالجة، والمشهد كله يهيىء للناظر فكرة حريق جديد توفر وقوده مسبقا! مصدر مسؤول في الدفاع المدني اكد لـ greenarea.info “اننا نقوم بمهمات مكثفة ويومية لاخماد حرائق حرج العباسية”، واشار إلى انه “بالامس قصدنا الحرج واخمدنا حريقين”، واوضح ان “سبب هذه الحرائق معظمها الاستخفاف والاهمال من قاصدي الحرج”، واشار الى “غياب موظفي وحراس الحرج التابعين لمصلحة الاحراج” بقوله “لم يصادف وجودهم ولو مرة واحدة في اي من مهماتنا”، كما شدد على “ضرورة نشر الثقافة والوعي عند المواطنين في مجال حماية الأحراج من مسببات الحرائق”، وتوجه بطلب “الاتصال على رقم الطوارئ ١٢٥ عند أي حالة طارئة”، اضافة الى ضرورة زيارة موقع الدفاع المدني الالكتروني الرسمي وقراءة الارشادات. بلدية العباسية الرئيس الجديد للمجلس البلدي في العباسية خليل حرشي قال لـ greenarea.info “موضوع الحرج كان من ضمن اولويات عملنا كمجلس جديد منتخب، وكان من بين الأهداف التي تضمنها بياننا الانتخابي، لجهة تحويله إلى محمية طبيعية وحديقة عامة بمواصفات عصرية تستقبل الناس بشكل مراقب ومنطم”. وأضاف أن “ما بحدث في هذه المنطقة وما يتعرض له الحرج هو مفتعل، ووضعنا برنامج عمل وبدأنا فعلا الاهتمام، من خلال إحضار مهندس للتسريع في عملية رفع الحدود والتعديات”. ولفت إلى أن “المساحة التي احترقت اليوم تابعة لبلدية البرغلية، لكن التي سبقتها ولا سيما يوم أمس وقعت في املاك العباسية، ومن بينها حريق كبير اندلع في ١٦ حزيران الجاري”، وقال: “نزلنا كبلدية على الارض وتابعنا عمليات اخماد النيران، وحتى لو لم يكن الحريق في نطاقنا العقاري، فإننا نهتم ونبادر للقيام بما هو مطلوب”. وختم حرشي: “البيئة من أولى اولوياتنا، ونحن بانتظار وصول الاعتمادات المالية لنبدأ تقليم أشجار الحرج وتنظيفه وتسييجه”، وقال: “أناشد الجمعيات عبر موقعكم greenarea.info أن تضطلع بدورها ايضا، في مجال بث الوعي على قاعدة التعاون وتضافر الجهود لمواجهة المخاطر المحدقة”. أما المواطنون الذين واكبوا معنا إخماد النيران فبعضهم ساعد عناصر الدفاع المدني، فيما أشار آخرون إلى ان “المطلوب التشدد في المراقبة والمحاسبة”، ولفت أحمد سعد إلى أن “على البلديات تفعيل المراقبة بالتعاون مع وزارة الزراعة”، وتساءل: “ما معنى أن نهتم بحملات التشجير ولا نلقي بالا إلى الاهمال الذي تنجم عنه حرائق تقضي على ما زرعنا”.