دفعت موجه الحر الشديد التي تضرب لبنان والمنطقة بالأفاعي للخروج وبكثافة من اوكارها، بحثا عن البرودة والماء، ما ادى الى حالة من الذعر بين المواطنين، بخاصة المزارعين ورعاة الماشية الذين يقضون اكثر اوقاتهم في السهول والبراري، وقد تمكن بعض هؤلاء من قتل انواع عديدة، بينها أفاع سامة ذات لون احمر، كما ذكر أحد الرعاة ابو ياسر حمدان الذي شاهد وللمرة الأولى في سهول المجيدية افاعٍ من نوع البركيل النادر وصل جبل الشيخ، وهي من اخطر الأفاعي، ولدغتها تؤدي لقتل الانسان في أقل من ساعة.
ومع بداية فصل الربيع، تتكاثر حالات قتل الأفاعي في جنوب لبنان، ونشر صور المواقع الأفاعي المقتولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتباهي بالإنجازات «البطولية»، رغم ان غالبيتها غير سامة، ولا تؤذي الإنسان أصلاً.

قتل افعى في وادي الحاصباني- باسل ابو حمدان

قتل افعى في وادي الحاصباني- باسل ابو حمدان

يشير الباحث في علم الزواحف والبرمائيات ومدير متحف التاريخ الطبيعي في الجامعة الاميركية، الدكتور رياض صادق الى وجود حوالي 25 نوع من الافاعي في لبنان، نوعان منها مسمّان.
يجيب صادق في مقابلة مع موقع Greenarea.me بشكل علمي على سؤال غاية في الاهمية: كيف نفرّق بين الحيّات السامة وغير السامة في لبنان؟ في هذا الاطار، قدّم د. صادق بضعة مؤشرات تسمح للشخص التمييز في ما بين النوعين، اولها نسبة الطول الى العرض. فالافاعي السامة تبدو اكثر بدانة نسبياً من تلك غير السامة، التي غالباً ما تكون نحيفة وطويلة. المؤشر الثاني يطال شكل الرأس الذي يكون مثل المثلث لدى الافعى السامة بسبب وجود غدد السم خلف الففكين وتغطي رأسها قشور صغيرة. في المقابل، يكون الرأس بيضاوياً لدى الثعابين غير السامة في حين تغطي رؤوسها قشور كبيرة. واخيراً، لدى الافاعي السامة انياب متحركة في مقدمة فمها لحقن السم. وليس لدى الحيات الاخرى انياب مثلها. فضلاً عن انه لدى بضعة من الثعابين السامة انياب قصيرة في مؤخرة فكها ( تحت العينين) تستعمل لتسميم الفريسة وقلما تشكل خطراً على البشر.

افعى بطول اكثر من مترين في مرتفعات شويا- باسل ابو حمدان

افعى بطول اكثر من مترين في مرتفعات شويا- باسل ابو حمدان

يشدد صادق في حديثه اكثر من مرة على أن الافعى “حيوان مضطهد”، خصوصاً انها باغلبيتها غير سامة، فهي تؤمن التوازن البيئي بشكل كبير ولها الدور الابرز في التحكّم بنسبة القوارض. بحيث انها تخفف من اعدادهم ولديها القدرة حتى على دخول جحورها. على سبيل المثال، الحنش الاسود المنتشر بكثرة في المناطق البقاعية، الا انه يتعرض للقتل بشكل كبير ما ادى الى معاناة تلك المناطق من ارتفاع عدد القوارض بشكل ملحوظ.
“جمال” صائد أفاعٍ يهوى ملاحقتها وجمعها، اشار لـ greenarea.info الى ان “معظم الأفاعي في مناطقنا غير سامة، وبخاصة الحنش الأسود، بحيث يجب عدم التسرع في قتله، فهي مفيدة للطبيعة، من حيث ملاحقتها للأفاعي السامة، وكونها تتغذى على الجرذان والفئران وغيرها من الكائنات الضارة”.
تكثر الأفاعي في هذا الشهر، لتبدأ بالتحرك في اوقات الصباح الباكر وقبل الغروب للبحث عن طعامها، والاستمتاع بالجو الدافئ الذي انتظرته طوال فترة الشتاء، وتشير الاحصاءات الطبية الى ان الأفاعي تفتك بلدغاتها كل سنة وفي مختلف المناطق اللبنانية، بما بين 20 الى 30 شخصا، معظمهم من المزارعين او المتنزهين في البراري.
تتوزع في المناطق اللبنانية، العديد من انواع الثعابين والافاعي السامة وغير السامة. اشكال متعددة تأخذها الافاعي، منها الافعى السوداء والحمراء والبرصاء والمرقطة والشقراء الأكثر رعبا ويخافها المواطنون نظراً لكونها تعيش في المنازل المهجورة، وهي التي تعرف ايضاً بـ “حية التبن”.
ينصح الأطباء في حال التعرض للدغ الأفعى بضرورة الحفاظ على هدوء المصاب، وإبقاء الناس بالقرب منه، التأكد من الحفاظ على الطرف المعضوض في وضع وظيفي ويكون تحت مستوى قلب الضحية، وذلك للتقليل من الدم الذي يعود إلى القلب وللأعضاء الأخرى من الجسم، منع المصاب بتناول الطعام أو الشراب، إزالة أي مواد أو ملابس قد تقوم بتقليص أطرافهم المعضوضة إذا تضخمت مثل الخواتم، والأساور، والساعات والأحذية، عدم تنظيف الجرح والبقايا من آثار السم.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This