تعتبر النباتات من الكائنات الحية الرئيسية الموجودة على الكوكب الأزرق، ويربو عددها وأنواعها على الثلاثمئة ألف مقسمة على شكل أشجار وأعشاب وشجيرات وحشائش وحتى أزهار، ومكونة مملكة خاصة بها. أما الدور الذي تلعبه النباتات ضمن أي منظومة بيئية، فلا يقتصر على تثبيتها للتربة وحمايتها من التصحر فحسب، وإنما على ما توفر وتؤمن من غاز الأوكسجين الذي يعتبر مصدر الحياة على الأرض، للإنسان وسائر الكائنات الحية.
ومن هنا، يمثل الغطاء النباتي خطاً حيوياً في الحفاظ على حياة كوكب الأرض، لكونه يعتبر الفلتر (المنقِّي) الطبيعي للهواء، من خلال عملية التمثيل الضوئي (الكلوروفيل) المعروفة، والتي تقوم خلالها النباتات باستهلاك غاز ثاني أوكسيد الكربون وانتاج الغذاء (ثمارا وأوراقا) وغاز الأوكسيجين.
فالنباتات، وكما هو معلوم، تعمل على انتاج الأوكسجين واستهلاك ثاني أوكسيد الكربون خلال النهار، أما في الليل فتتحول من منتج للأوكسيجين إلى مستهلك له وإلى منتج لثاني أوكسيد الكاربون بعدما كانت تستهلكه نهارا.
وفي هذا المجال، أجرى علماء أميركيون تحليلا جديدا في ما يختص بعملية امتصاص الأشجار والنباتات لغاز ثاني أوكسيد الكربون، واستنتجوا من كيفية تقسيم الغاز الممتص في الأوراق، أن النباتات تمتص كمية أكبر من الغاز بنسبة 16 بالمئة مما كان يعتقد سابقا. بحسب موقع “روسيا اليوم“.
وبحسب الخبير بيب كانديل من “Global Carbon Project”، فإن الدراسة الجديدة تبين مدى تأثير بنية النباتات في المناخ العالمي. ويرى أن “امتصاص النباتات لغاز ثاني أوكسيد الكربون هو أحد العوامل العديدة، التي تؤثر في التغيرات المناخية“.
ويتفق خبراء كثيرون مع نتائج هذه الدراسة، ولكنهم رغم ذلك يعتقدون بضرورة تخفيض كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون المنبعث مستقبلا.
الأوراق شديدة وارتفاع مستويات ثاني أوكسيد الكربون
ونقل موقع “بي بي سي” عن دراسة ثانية في هذا الجال، نشرت في مجلة “نايتشر كلايمت تشانج” nature climate change، بإشراف 32 باحثا من 24 مؤسسة من ثماني دول، أن ارتفاع مستوى انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الهواء بسبب النشاط الصناعي، أدى إلى نمو هائل للأشجار وغيرها من النباتات.
كما أوضحت الدراسة أن الأوراق شديدة الخضرة تنمو نتيجة ارتفاع مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الهواء، إلى حدٍ يمكن معه أن تغطي ضعف مساحة الولايات المتحدة الأميركية.
ولحظت الدراسة ازدياداً في درجة اخضرار النباتات بنسبة تتراوح من 25 إلى 50 بالمئة على الأراضي المزروعة، وهو ما يشير أيضا إلى تباطؤ عملية التغير المناخي، إذ تحصل النباتات على ثاني أوكسيد الكربون من الجو.
وأشارت البيانات التي تم التوصل إليها من خلال الدراسة، إلى أن 4 بالمئة فقط من الأراضي المزروعة فقدت ما كان عليها من نباتات.
وأوضح المشرفون على الدراسة، أن التغير المناخي يعتبر العامل الأول الذي يلعب دورا هاما في ازدهار النباتات. وأشاروا أيضا إلى أن التغير المناخي يؤثر في النبات بنسبة 8 بالمئة، وزيادة النيتروجين الذي يؤثر بنسبة 9 يالمئة، فضلا عن الاختلاف في الطريقة التي تُدار بها الأراضي.
لكن العامل الأساسي، وفقا لباحثين، هو استهلاك النبات لثاني أوكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية في زيادة الخصوبة التي يتمتع بها، وهو ما يسهم في ازدهار النباتات بنسبة تقدر بنحو 70 بالمئة.
هذا ولاحظ معدو هذه الدراسة أن الأثر الإيجابي لثاني أوكسيد الكربون، يتمثل في إسهامه بزيادة خصوبة النباتات.